جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص369
جزائر الخالدات إلى منتهاها من جانب الشرق، وجملة ذلك مائة وثمانون جزءا نصف دائرة من دوائر الفلك، لان كل دائرة منها مقسومة بثلاثمائة وستين جزءا وتسمى هذه الاجزاء درجات، والعرض من خط الاستواء في جهة الجنوب إلى منتهى الربع المعمور في جهة الشمال، وذلك تسعون جزءا ربع دائرة عظمي، وحينئذ فطول البلدعبارة عن بعدها عن منتهى العمارة من جانب الغربي، وعرض البلد عبارة عن بعدها عن خط الاستواء، وعلى هذا فإذا ساوى طول البلد طول مكة فإن كان عرضها اكثر كموصل وسنجار فقبلة تلك البلد نقطة الجنوب، وإن كان اقل فنقطة الشمال، فهما غنيان بذلك عن العلامات كالمساويين لها بالعرض دون الطول، فان قبلتهما نفس المشرق أو المغرب، وربما فرق بين المساوي طولا فقط والمساوي عرضا فقط، فيحتاج الثاني إلى العلامات دون الاول بما لا محصل له عند التأمل، فالمحتاج حينئذ إلى العلامات في تحصيل سمت القبلة اقسام اربعة لما فيها من الميل عن النقط المعلومة، وهي ما إذا زادت مكة طولا وعرضا، فإن سمت القبلة حينئذ بين نقطتي المشرق والشمال، وإن نقصت فيهما فهو بين نقطتي الجنوب والمغرب، وإن زادت طولا ونقصت عرضا فهو بين نقطتي الجنوب والمشرق، وإن انعكس فبين نقطتي المغرب والشمال.
وأكثر البلدان على الانحراف، ومن المنحرف عن نقطة الجنوب إلى المغرب بلاد البحرين بسبع وخمسين درجة وثلاث وعشرين دقيقة، والحساء بتسع درجات وثلاثين دقيقة، والبصرة بثمان وثلاثين درجة، وواسط بعشرين درجة واربع وخمسين دقيقة، والاهواز باربعين درجة وثلاثين دقيقة، والحلة باثني عشر درجة، والمدائنبثمان درجات وثلاثين دقيقة، وبغداد باثني عشر درجة وخمس واربعين دقيقة، والكوفة باثني عشر درجة وإحدى وثلاثين دقيقة، وسر من رأى بسبع درجات وست وخمسين دقيقة، وكاشان باربع وثلاثين درجة وإحدى وثلاثين دقيقة، وقم باحدى