پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص365

من ثلث دائرة، ثم نظرنا قريب الصباح ما رأيناه منها وقد وصلت تلك إلى نصف دائرة كبيرة تقريبا، وهو واضح لمن جرب وتأمل، وبما حكاه هو أيضا عن خاله من انه ليس الجدي حال الاستقامة على القطب الشمالي، بل له اوضاع متعددة، وهو انما يكون على القطب وخط نصف النهار حال كونه مائلا إلى الغرب كثيرا وهو ايضا معلوم بالبرهان والاسطرلاب وغيره، قال: ويؤيده انهم يجعلونه حال الاستقامة وعكسها محاذيا للمنكب، فيلزم كون قبلة العراق خط نصف النهار، مع انه معلوم العدم، وهم صرحوا بأنها مائلة عنه إلى الغرب، واستخرجه سلمه الله تعالى في الكوفة والنجف الاشرف، قال: انها مائلة عنه باثني عشر درجة تخمينا.

لكنك خبير بضعف الظن من كلام هذين المقدسين في مقابلة كلام أولئك الاساطين، خصوصا دعوى أن الجدي حال الاستقامة ليس على القطب، ومن الغريب تأييده بما سمعت المقتضي للانحراف في القبلة لا ما ذكره، نعم يمكن دعوى العبرة بالجدي من غير تقييد بما عرفت، لاطلاق النصوص السابقة والمحكي من فتاوى كثير من الاصحاب كالشيخين وشاذان وبني حمزة وادريس وسعيد والفاضل والشهيد وغيرهم، إما للتسامح في هذا التفاوت، أو لغير ذلك، إلا ان الاحوط مراعاته، والله اعلم.

قيل: والمراد بالمنكب مجمع العضد والكتف كما في الصحاح والقاموس وحاشية النافع والروض والمقاصد العلية وآيات الاردبيلي ومجمعه والمدارك وشرح رسالة صاحب المعالم، بل في الآيات المذكورة أن كون الكتف منه لا دليل عليه من اللغة والشرع، قلت فيما حضرني من مختصر النهاية الاثيرية انه ما بين الكتف والعنق، بل هو كصريح جامع المقاصد، بل قيل إنه الظاهر من نهاية الاحكام والتنقيح وإرشاد الجعفرية ايضا، وربما يؤيده ايضا ما عرفت من تصريح غير واحد منهم بوضع القطب بحذاء الاذن اليمنى، والفرض انهم صرحوا بمحاذاة الجدي له في الحالين اللتين يكون عندهما علامة،