پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص364

الحالين، فإنه منحرف مشرقا أو مغربا، فجعله في الحال الاول على المنكب الايمن ينطبق على القبلة، لاقتضائه الانحراف عن نقطة الجنوب إلى الشمال (1) بما هو مقتضى التفاوتبين طولي البلدين الذي هو المدار في القبلة.

ومن هنا كان المعروف بينهم ان الاوثق منه في الحالين المزبورين والمتعين للعلامة في غيرهما نجم خفي في وسط الانجم – التي في صورة الحوت لا يدركه الا حديد البصر، حوله انجم دائرة في احد طرفيها الفرقدان، وفي الآخر الجدي، وبين ذلك أنجم صغار ثلاثة من فوق، وثلاثة من اسفل – يسمى بالقطب، لانه اقرب الكواكب إليه، يدور حوله كل يوم وليلة دورة لطيفة لا تكاد تدرك، فهو العلامة للقبلة حينئذ، ضروره كون المدار على الانحراف عن نفس القطب، فالقريب إليه أولى بالعلامة، فلو علم كان اوثق من الجدي في الدلالة، إلا انه صرح غير واحد منهم انه يجعل حينئذ خلف الاذن اليمنى لا المنكب، لكن لخفائه على اكثر الناس وسهولة التفاوت بين دائرته ودائرة الجدي في الحالين المزبورين أقيم الجدي مقامه في تعرف القبلة، ولعله للتفاوت المزبور بينهما تفاوتت كيفية وضعهما للدلالة بناء على ارادة مجمع العضد والكتف من المنكب، وإلا فلا تفاوت معتد به كما ستعرف، فما في المدارك من التخالف بين الكلامين في غير محله.

نعم قد يناقش في ذلك بما حكاه الاردبيلي عن خاله الذي لم يسمح الزمان بمثلهبعد نصير الملة والدين من أن الجدي أقرب إلى القطب من تلك النجمة كما برهن عليه في كتب الهيئة، بل قال المقدس المزبور: انا وضعنا قصبة ورأينا منها الجدي في اول الليل مثلا وعلمنا على تلك النجمة علامة تحاذيها ثم نظرنا بعد نصف الليل بكثير رأيناه من تلك القصبة ورأينا تلك النجمة خرجت عن محاذاة تلك العلامة بكثير تقريبا أكثر

(1) هكذا في النسخة الاصلية لكن الصحيح ان يكون ” المغرب ” بدل ” ” الشمال “