جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص357
يتوجهون إلى سمت الركن الذي يليهم، لما بيناه من وجوب استقبال الكعبة ما أمكن والذي يمكن ان يستقبل اهل كل اقليم الركن الذي يليهم، وهو غير جيد ايضا، إذالذي سبق منه وجوب استقبال جهة الكعبة للبعيد لا نفس الكعبة – في غير محله ايضا، للقطع بعدم ارادته اتصال الخطوط بالعين من ذلك، بل المراد جهة الركن الذي يليهم دون غيره من الاركان، لعدم تمكنهم منه، فهو في الحقيقة بيان ما هم عليه في الواقع.
وكيف كان (فأهل العراق) ومن شاركهم (إلى العراقي وهو الذي فيه الحجر) وكذا (اهل الشام إلى الشامي، والمغرب إلى المغربي، واليمن إلى اليماني) بلا خلاف اجده في شئ من ذلك، لكن في كشف اللثام عن بعض من عاصره انه وضع آلة يستعلم بها نسبة البلاد إلى جهات الكعبة، فاستعلم منها ان الحجر الاسود إلى الباب في جهة بعض بلاد الهند، كبهلوازه، والباب في جهة بعضها الآخر كدهلا واكره وبافرس والصين وتهامة ومنصورة سند، ومن الباب إلى منتصف هذا الضلع في جهة الاحساء والقطيف والبحرين وقندهار وكشمير وملتان وبست وسجستان وكرمان وبدخشان وتيبت وخانبالق وشيراز وبلخ وفارياب، ومنه إلى السدس الرابع جهة هراة وختن وبيش بالق ويزدومر وقراقوم وترشين ونون وسمرقند وكاشغر وشرخس وكش وخجند وبخارا ورام مهرمز وطوس وبناكت والمالق وسبزوار، ومنه إلى السدس الخامس جهة اصفهان والبصرة وكاشان والاسترآباد وكركابخ وقم وري وساري وقزوينوساوه ولاهيجان وهمدان، والسدس الاخير المنتهي إلى الشامي جهة كوما مدينة روس وشماخي وبلغار وباب الابواب وبردعة وتفليس وأردبيل وتبريز وبغداد والكوفة وسر من رأى، فخطأ الاصحاب قاطبة في قولهم: ان ركن الحجر قبلة اهل العراق، وزعم أن قبلتهم الشامي وأنه العراقي ايضا، وهو خلاف المعروف بين الاصحاب قديما وحديثا.