پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص339

ان قبلته العين كان تحقق الاستقبال منه على نحو ما مر في القريب وقد يظن مما ذكره في كيفية استقبال البعيد مخالفة ما قدمنا، إلا انه يمكن ان يقال مع عدم سلامة النسخة المزبورة من الغلط: ان مراده المرور الحسي لا الحقيقي بمعنى انه بسبب البعد يظهر للحس مرور العمود بالكعبة، لما هو عليه من الاستقبال الصوري، كما يكشف عنه اول كلامه وآخره، ولقد أجاد فيما ذكره اخيرا من الضرر بالانحراف اليسير لما فيه من تفويت الظن بالاستقبال الصوري، إذ لعله كما نجده الان من الانحراف عن النجوم وبعض النقط، وحينئذ فالاولى جعل المدار فيما لا يجوز من الانحراف على المفوت للظنالمزبور القائم مقام العلم بعد تعذره، ولعله غير المستفاد من الادلة مما ستعرفه من تفاوت العلامات المزبورة، ومما يؤكد ارادته ما ذكرنا في كيفية استقبال البعيد ما عثرنا عليه من كلامه ايضا في شرح الارشاد، فإنه بعد ان حكى عن والده الاعتراض الاول المزبور على تعريف التذكرة قال: (قلت: قد يحمل المحاذاة على الحسية، بل ذلك هو المتعارف على لسان اهل الشرع على نحو ما اشتهر بينهم من اهل العراق مثلا وإن طالت صفوفهم واستوت مواقفهم يجعلون الجدي بحذاء المنكب الايمن على نحو واحد، ومن المعلوم امتناع ذلك بحسب نفس الامر، لاختلاف اشخاصهم فيه، وانما يمكن تحققه بحسب الحس، فعلى هذا ليس البعد مخلا بظن المحاذاة، بل كلما ازداد اتسع السمت الذي تظن هي فيه) وهو صريح فيما ذكرنا اولا وآخرا، على ان ذلك كله منا مماشاة لبعض الاذهان التي تستوحش من التفرد بالقول، ولم تتفطن إلى ان الوحشة من الباطل وان كثر القائل به، والانس بالحق وإن قل.

وربما كان ايضا بعض ما يحكى عن روض الشهيد الثاني اشارة إلى ما قلناه، فإنه بعد ان اعترض على التذكرة بما سمعته من المحقق الثاني من الصف المستطيل قال: فإن قيل: القطع بخروج بعض الصف متعلق بأفراد المجموع على الاشاعة لا على التعيين،