پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص336

ما ذكرنا من إرادة انه بسبب صورة استقباله لها يتراءى له حتى يظن اي يحتمل ان الكعبة في كل خط من خطوطه في نفسه وحد ذاته، وإلا فقد يقطع بالعدم من جهة امر خارجي وإن بقي صورة الاستقبال المورث للاحتمال لولا سبب العلم من خارج، فتأملوكذا الكلام في تعريفها في الذكرى، والمحكي عن الجعفرية من انها السمت الذي يظن كون الكعبة فيه لا مطلق الجهة.

واغرب ما وقع في تفسير الجهة ما يحكى عن المقداد والمحقق الثاني في شرح الالفية، قال اولهما: (جهة الكعبة التي هي القبلة للنائي خط مستقيم يخرج من المشرق إلى المغرب الاعتداليين، ويمر بسطح الكعبة، فالمصلي حينئذ يفرض نظره خطا يخرج إلى ذلك الخط، فإن وقع عليه على زاوية قائمة فذاك هو الاستقبال، وإن كان على حادة ومنفرجة فهو إلى ما بين المشرق والمغرب) وفيه انه لا يصدق عليه استقبال الكعبة عرفا ولا شرعا، إذ هذا الخط ليس كعبة كي يكون استقباله استقبالها، وقال ثانيهما: (انها ما يسامت الكعبة عن جانبيها بحيث لو خرج خط مستقيم من موقف المستقبل تلقاء وجهه وقع على خط جهة الكعبة بالاستقامة بحيث يحدث عن جنبيه زاويتان قائمتان، فلو كان الخط الخارج من موقف المصلي واقعا على خط الجهة لا باستقامة بحيث يكون احدى الزاويتين حادة والاخرى منفرجة فليس مستقبلا لجهة الكعبة) وظني ان الذي اوقع هؤلاء الفضلاء في مثل هذا الوهم التعبير بلفظ الجهة، ولو انهم عبروا بما في النصوص من انه يجب على كل احد استقبال الكعبة، وأنه لا يقبل الله من احدتوجها إلى غيرها، وأنها هي قبلة المسلمين لم يقع احد منهم في هذا الوهم، ضرورة كون المدار على صدق الاستقبال وإن اختلفت افراده ومصاديقه بحسب القرب والبعد، وليس استقبال الجهة بالمعنى المزبور منها قطعا، ضرورة اجتماعها مع فرض كون الكعبة الجواهر – 42