جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص335
التي قد عرفت عدم توقف الصدق فيها على اتصال الخطوط، ولو اريد بالاحتمال المنشئية ونحوها ارتفعت المناقشة، وانطبق على ما ذكرنا، لكن يكون الاقتصار حينئذ على ما في المعتبر اجود منه، لخلوه من الابهام المزبور، ومراده بكون الكعبة في السمت بقرينة قوله وهذا متسع إلى آخره انها في خط من خطوطه وإن خلا منها الباقي، إلا ان الاستقبال يتحقق قطعا أو ظنا، وهو عين ما ذكرناه.
ومن ذلك تعرف دفع ما حكي عن الروض من الاعتراض عليه بأنه ان اراد بالسمت المعني اللغوي ورد عليه صلاة الصف المستطيل وصلاة اهل اقليم واحد بعلامة واحدة، وإن اراد المعنى الاصطلاحي وهو النقطة من دائرة الافق إذا واجهها الانسان كان مواجها للكعبة فالطريق الموصل إليها تقريبية لا يتحقق معها نفس الكعبة، لانها مأخوذة من طول البلد وعرضها، ومعلوم ان مقدار الفرسخ والفرسخين يؤثر في اختلاف ذلك تأثيرا بينا بحيث يترتب عليه سمت آخر، وحينئذ يلزم من استخراج السمت بذلكالطريق على طرف فرسخ كون الصلاة على ذلك السمت في الطرف الآخر غير صحيحة، لعدم كون الكعبة فيه، ولا يخفى ما فيه بعد الاحاطة بما سمعت من تنزيل كلام المحقق على ما ذكرنا الذي عنه هذا الكلام بمعزل، بل منه يعلم ما في المحكي من نهاية الاحكام من تعريف الجهة بأنها ما يظن به الكعبة حتى لو ظن خروجه عنها لم يصح، وما في التذكرة من انها ما يظن انه الكعبة حتى لو ظن خروجه عنها لم يصح، وإن فرق بينهما في المحكي عن الروض، وقال: ان اولهما قريب مما في المعتبر، وقد حكى في جامع المقاصد عن التذكرة ما سمعته، ونظر فيه بوجهين: احدهما ما عرفته من صلاة الصف المستطيل المتصل بمحراب النبي (صلى الله عليه وآله) ، والثاني ان البعيد لا يشترط في صحة صلاته ظنه محاذاة الكعبة، لان ذلك لا يتفق غالبا، فان البعد الكثير يخل بظن محاذاة الجرم اللطيف، فيمتنع اشتراطه في الصلاة، قلت: يمكن على بعد ارجاعه إلى