جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص289
لا الكراهة، ومع احتمال كونه كلام العمري لا القائم (عليه السلام)، إذ المروي في الفقيه باسناده عن ابي الحسين محمد بن جعفر الاسدي انه ورد عليه فيما ورد من جواب مسائله من محمد بن عثمان العمري، وكأنه هو الذي فهمه في المعتبر حيث أسند مضمون التوقيع السابق إلى بعض فضلائنا، لكن فيه ان المحكي عن إكمال الدين وإتمام النعمة والاحتجاج التصريح بكون الجواب من صاحب الدار (عليه السلام)، هذا.
والمراد بطلوع الشمس وغروبها بين قرني شيطان الكناية عن شدة تسلط الشيطان على بني آدم في هذين الوقتين حتى اغواهم فجعلهم يسجدون لها، نحو ما ورد في بعض الاراضي انها مطلع قرن الشيطان، وقال الطيبي فيما حكي عنه من شرح المشكاة ان فيه وجوها:احدها انه ينتصف قائما في وجه الشمس عند طلوعها ليكون طلوعها بين قرنيه اي فوديه، فيكون مستقبلا لمن يسجد للشمس، فتصير عبادتهم له، فنهوا عن الصلاة ذلك الوقت مخالفة لعبدة الشيطان، وثانيها ان يراد بقرنيه حزباه اللذان يبعثهما لاغواء الناس، وزاد في كشف اللثام أو حزباه المتبعون له من عبدة الشمس من الاولين والآخرين، أو أهل المشرق والمغرب، أو أهل الشمال والجنوب، وعبر عن طلوعها وغروبها بين قرون عبدتها بهما بين قرني الشيطان، وثالثها انه من باب التمثيل شبه الشيطان فيما يسول لعبدة الشمس، ويدعوهم إلى معاندة الحق بذوات القرون التي تعالج الاشياء وتدافعها بقرونها، ورابعها أن يراد بالقرن القوة من قولهم انا مقرن له اي مطيق، ومعنى التثنية تضعيف القوة، كما يقال مالي بهذا الامر يد ولا يدان: اي لا قدرة ولا طاقة، وزاد في الكشف ايضا التعليل بأن قوة ذي القرن بقرنه وذي اليد في يديه، ومنه (1) (وما كنا له مقرنين) انتهى.
ولعل التأمل في بعض النصوص يشعر ببعض ما ذكرنا، فتأمل.
وعن بعض العامة أن الشيطان يدني رأسه من الشمس في هذه الاوقات ليكون
(1) سورة الزخرف – الاية 12