جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص200
القاموس، ثم قال: ويقال لطرف كل شئ، هذا، ولكن العرف يشهد بسعة وقت السحر كما ذكرناه، بل قيل: ان النصوص تشهد ايضا بذلك، بل بأنه الثلث الاخير، ويؤيده ما ورد من الادعية وغيرها فيه على وجه يستلزم سعته عن ذلك ايضا، فتأمل.
خصوصا في شهر رمضان.
وكيف كان فما يعمل فيه طول العام الدعاء، إذ هو خير وقت يدعى فيه، ولذا أخر يعقوب (عليه السلام) بنيه في الاستغفار إلى السحر، لان دعاء السحر مستجاب، ومنه إلى طلوع الشمس ساعة تفتح فيها ابواب السماء، وتقسم فيها الارزاق، وتقضى فيها الحوائج العظام، ومن قام آخر الليل فذكر الله تناثرت عنه الخطايا، فإن تطهر وصلى ركعتين لم يسأل الله شيئا إلا اعطاه، ومن كانت له إلى الله حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات: ساعة في يوم الجمعة، وساعة تزول الشمس، وحين تهب الرياح، وتفتح ابواب السماء، وتنزل الرحمة، وساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر، فإن ملكين يناديان هل من تائب يتاب عليه، هل من مستغفر فيغفر له، هل من طالب حاجة فتقضى له، فاجيبوا داعي الله.
والدعاء في الاصل مطلق الطلب، ثم خص في العرف الشرعي بسؤال العبد ربه على وجه الابتهال، وقد يطلق على التقديس والتمجيد ونحوهما، لكونه سؤالا بلطف وتعرضا للطلب بطريق خفي، ومنه (1) (خير الدعاء دعائي ودعاء الانبياء من قبلي، وهو لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير) قال بعض الافاضل: قيل: سئل
(1) الوسائل – الباب – 14 – من ابواب إحرام الحج والوقوف بعرفة – الحديث 3 من كتاب الحج الجواهر – 25