جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص116
عنه (عليه السلام) قال في حديث: (اما أبو الخطاب فكذاب – وقال -: إني أمرته ان لا يصلي هو واصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا يقال له القيداني والله ان ذلك الكوكب ما اعرفه) وفي مرسل سعيد بن جناح (1) عن الرضا (عليه السلام) (ان ابا الخطاب قد كان افسد عامة اهل الكوفة، وكانوا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق، وانما ذلك للمسافر والخائف ولصاحب الحاجة) وفي خبر الشحام (2) قال: (قال رجل لابي عبد الله (عليه السلام): أؤخر المغرب حتى تشتبك النجوم فقال: خطابية، ان جبرئيل نزل بها على محمد (صلى الله عليه وآله) حين سقط القرص) إلى غير ذلك مما سيمر عليك بعضه ان شاء الله.
وكيف كان فمن الواضح بعد حمل هذه النصوص على الاستحباب ان لم يكن فساده، وأولى منه بمراتب حمل أكثر تلك النصوص على ما أشارت إليه هذه النصوص من أن ذهاب الحمرة علامة على غيبوبة القرص من تمام الافق، وبه تخرج حينئذ عن اصل المعارضة، بناء على انها كالمجمل وهذه كالمبين، وإلا كانت من المطلق والمقيد، وكأن الذي الجأهم صلوات الله وسلامه عليهم إلى كثرة التعبير به لاصحابهم هو الجمعبين الواقع وبين ما تتأدى به التقية مع بيان كذب ابي الخطاب وشدة افترائه اعتمادا على ما ذكروه من تمام التفصيل في النصوص الآخر، مضافا إلى الاعتبار، ضرورة عدم بقاء الحمرة المشرقية مع فرض سقوط قرص الشمس عن الافق، لانه ان كان يبقى للشمس شعاع بعد سقوطها عن الافق فهو في مقابلها من جهة الغرب لا الشرق، واحتمال ان العبرة بسقوطها عن افق الناظر لاتمام الافق مقطوع بعدمه، خصوصا بعد قوله (عليه السلام): (فإنها تغيب عندكم قبل ما تغيب عندنا) وقوله (عليه السلام): (فإنها تغيب من شرق الارض وغربها) على ان المنساق من الغروب سقوطها عن تمام
(1) و (2) الوسائل – الباب 18 – من ابواب المواقيت – الحديث 19 – 18 من كتاب الصلاة