جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص111
عن ذلك ومالوا إلى القول الآخر مستندين إلى كثرة اخباره وصحتها عكس القول الآخر، ولم يعلموا ان ذلك في الحقيقة والنظر الصحيح شاهد عليهم لا لهم، لان امر التقية في المقام يقضي بورود اكثر من تلك النصوص، ضرورة كونه من الامور الظاهرة التي تتكرر في كل يوم، ولا يسع التخفي فيها، فحفظوا انفسهم وشيعتهم بذلك، فكثرة النصوص فيه دون الآخر اكبر شاهد على ما قلنا، وخصوصا وقد كان في الشيعة سابقا من لا يحافظ على التقية، ويفضح نفسه واخوانه وإمامه، ولقد تأذى الصادق (عليه السلام) منهم حتى الجأوه إلى التقية في قوله وفعله، قال (عليه السلام) في خبر جارود (1): (يا جارود ينصحون فلا يقبلون، وإذا سمعوا بشئ نادوا به، أو حدثوا بشئ اذاعوه، قلت لهم: مسوا بالمغرب قليلا فتركوها حتى اشتبكت النجوم، فأنا الآن اصليها إذا سقط القرص) على انهم (عليه السلام) لم يألوا جهدا هنا في اظهار الحق وبيان الواقع تصريحا وكناية.
ومن الغريب ما عن بعض الناس من دعوى قلة اخبار المشهور وضعفها حتى انه تعجب ممن امر بالاحتياط أو غيره لكثرة الاخبار الدالة على المشهور، إذ لا يخفى على من لاحظ الوافي والوسائل في المقام وفي الحج والصوم بلوغها إلى اول العقود أو ازيد،وفيها الصريح والصحيح أو الموثق وغيرهما، ففي موثق يونس بن يعقوب (2) كما في شرح المقدس البغدادي أو صحيحه كما في مفتاح الكرامة (قلت للصادق (عليه السلام): متى الافاضة من عرفات ؟ قال: إذا ذهبت الحمرة من هاهنا، واشار بيده إلى المشرق) وفي صحيح زرارة (3) (سئل الباقر (عليه السلام) عن وقت افطار الصائم فقال:
(1) الوسائل – الباب – 16 – من ابواب المواقيت – الحديث 15 من كتاب الصلاة (2) الوسائل – الباب – 22 – من ابواب إحرام الحج والوقوف بعرفة – الحديث 2 من كتاب الحج (3) الوسائل – الباب 52 – من ابواب ما يمسك عنه الصائم ووقت الامساك – الحديث 3