جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص110
منهم فيما حكي من كلامه بعدم اعتبار النجوم الثلاثة في دخول الوقت، ونحن نقول به وإن كان اعتبارها لازما للقول بذهاب الحمرة أو قريبا منه، ومنه يعلم حينئذ انه مذهب الصدوقين في الرسالة والمقنع، لاعتبارهما فيما حكي عنهما ذلك، بل لعل ذلك قرينة على عبارته في الهداية، ولم يتعرض في فقيهه كما قيل سوى انه ذكر اخبار دخول المغرب بغيبوبة الشمس خاصة، وهو لا صراحة فيه، بل ولا دلالة إلا بمعونة ما ذكره في اول كتابه الذي قيل انه عدل عنه، على انه اورد هنا خبر بكر بن محمد (1) الآتي الذي هو كالصريح في عدم اعتبار غيبوبة القرص، بل لعله صريح في اعتبار الحمرة كما ستعرف، بل عن بعض الاستدلال به عليها.
واما الشيخ فعن ظاهر السرائر انه موافق للمشهور في جميع كتبه، بل في مفتاح الكرامة أنه صريح الاستبصار وان نسب إليه جماعة الخلاف فيه، وكانهم لم يلحظوا تمام كلامه فيه، ونحوه في الرياض، ولا صراحة في مبسوطه بالخلاف، بل لعله إلى المشهور اقرب، خصوصا إن قلنا ان الاحتياط في عبارته للوجوب كما هي عادته في الاستدلال به في العبادات، فيقل الخلاف صريحا حينئذ، بل ينحصر بين القدماء في المحكي عن علل الصدوق، ولم يحضرنا عبارته فيها، وليس النقل كالعيان، وهو نادر بينهم كندرة من عرفته من متأخري المتأخرين بينهم، على انهم أو اكثرهم ممن لا يبالي بالشهرة كائنة ما كانت في جنب الخبر الصحيح، كما يشهد له ما في هذا المقام الذي قارب ان يكون ضروريا في زماننا، بل لعله كذلك، بل يمكن دعواها الزمن السابق ايضا كما يؤمي إليه خبر الربيع وابن ارقم السابق (2) بل سواد المخالفين يعرفرن ذلك منا فضلا عن الموافقين، كما ان سوادنا بالعكس حتى انهم إذا ارادوا معرفة الرجل من اي الفريقين امتحن بصلاته وافطاره، فالعجب من هؤلاء المتأخرين كيف اعرضوا
(1) و (2) الوسائل – الباب 16 – من ابواب المواقيت – الحديث 6 – 23 من كتاب الصلاة