جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص105
بل في حاشية الارشاد للمحقق الثاني كما عن الروض انه لا يظهر له الميل إلا بعد زمن كثير، ولعله لذا قيد العلامة المزبورة في المنتهى والنهاية بمن كان بمكة مستقبل الركن العراقي ليضيق المجال ويتحقق الحال، لكن في فوائد الشرائع انه ان كان المراد ان ذلك علامة لاول الزوال فليس كذلك، لاحتياجه إلى زمن كثير ايضا، وان اراد انه دليل على حصول الزوال في الجملة فهو حق، إلا انه لا يختص بمكة، بل زاد في جامع المقاصد ان الركن العراقي الذي فيه الحجر ليس قبلة اهل العراق كما هو معلوم، بل قبلتهم الباب والمقام، فمن توجه إليه لم تصر الشمس على حاجبه الايمن إلا بعد زمن كثير،ولعله لما حكي عن الروض من أنه اي الركن ليس موضوعا على نقطة الشمال حتى يكون استقباله موجبا لاستقبال نقطة الجنوب والوقوف على خط نصف النهار، وانما هو بين المشرق والشمال، فوصول الشمس إليه يوجب زيادة ميل عن خط نصف النهار كما لا يخفى.
وأنت خبير أن كثيرا من الكلام في المقام مما ذكرناه وما لم نذكره خارج عن الفائدة، بل يقرب ان يكون مناقشة في عبارة أو مثال مع العلم بالمراد، لما عرفت أن المدار في هذه العلامة ميل الشمس من نقطة دائرة نصف النهار المستخرج بالدائرة الهندية أو غيرها، فإن كانت قبلة اهل العراق عليه كما هو مقتضى بعض علاماتها الآتية تحقق الزوال بمجرد الميل عن القبلة، ويتحقق ذلك في زمن قصير يقرب من زيادة الظل بعد نقصه كما اعترف به ثاني الشهيدين فيما حكي عن روضه، وإلا كما يقتضيه البعض الآخر من علاماتها لم يتحقق، ولا يكون هو المدار، بل هو النقطة السابقة، ولا مدخلية لمن كان في مكة أو بعيدا عنها بعد ان علمت ان المدار ما ذكرناه، وإن ذكر القبلة انما هو لانها على النقطة السابقة، ووجه دلالتها على الزوال حينئذ واضح لتحقق انحراف الشمس عن دائرة نصف النهار، مضافا إلى ظهور اتفاق الاصحاب عليها كما اومأ إليه ثاني المحققين، بل في المبسوط انه قد روي ان من يتوجه إلى الركن العراقي إذا استقبل ووجد الشمس