پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص102

وضع مقياس في الارض بأى طور كان، والاولى فيه ما سمعته في الخبر، ثم يخط على آخر ظله وينتظر هل ينقص أو يزيد، فإن نقص لم تزل حتى يأخذ بالزيادة، نعم عن الروض تقييد الظل بالمبسوط ليخرج الظل المنكوس، قال: (وهو المأخوذ من المقاييسالموازية للافق، فإن زيادته تحصل في اول النهار وتنتهي عند انتهاء نقص المبسوط، فهو ضده، فلابد من الاحتراز عنه) إلى آخره.

وكأنه لمعلوميته ترك التقييد لاخراجه نصا وفتوى، لكن من المعلوم ان الزوال ليس عبارة عن هذه الزيادة والحدوث، إذ هو ميل الشمس عن دائرة نصف النهار إلى جهة المغرب، وهما في الظل، فاطلاق الزوال عليهما توسع باعتبار دلالتهما عليه واستلزامهما له التي لا ينبغي الشك فيها، ضرورة العلم بتحققه بتحققهما.

أما انهما يدلان على ابتدائية الزوال بحيث لم يتحقق قبل ذلك فقد يناقش فيها، بل في المقاصد العلية ان تحقق الزيادة بعد انتهاء النقصان لا يظهر إلا بعد مضي نحو ساعة من اول الوقت، ومن هنا قيل: ان الاولى من ذلك في معرفته استخراج خط نصف النهار على سطح الارض بنحو الدائرة الهندية (1) التي نص عليها غير واحد من الاصحاب أو الاسطرلاب، فإذا وصل ظل الشاخص إليه كانت الشمس على دائرة نصف النهار لم تزل بعد، فإذا خرج الظل عنه إلى جهة المشرق فقد تحقق زوالها، وهو ميلها عن تلك الدائرة إلى جهة المغرب، وكيفية الاولى ان تساوي موضعا من الارض مثلا بحيث يكون خاليا من الارتفاع والانخفاض، وتدير عليه دائرة بأي بعد شئت، وتنصب على مركزها مقياسا مخروطا محدد الرأس، يكون طوله قدرربع الدائرة تقريبا نصبا مستقيما بحيث يحدث عن جوانبه زوايا قوائم، ويعرف ذلك بأن يقدر ما بين رأس المقياس ومحيط الدائرة من ثلاثة مواضع، فإن تساوت الابعاد فهو عمود، ثم تنتظر وصول رأس الظل إلى محيط الدائرة بريد الدخول فيها فتعلم عليه

(1) وفي النسخة الاصلية ” الهندسية “