پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج7-ص14

عليه وآله) إلى ان قال: (فهي من احب الصلوات لله عزوجل، وأوصاني بحفظهامن بين الصلوات) ولانها وسط بين صلاتي نهار وصلاتي ليل، ولبعض الاخبار العامية (1) ولا ريب ان الاول اقوى، لصحة روايته، وقوة اعتباره، قيل وهنا اقوال أخر كأنها للعامة، منها انها الصبح، لتوسطها بين صلاتي الليل وصلاتي النهار، وبين الضياء والظلام، ولانها لا تجمع مع أخرى، فهي منفردة بين مجتمعتين، ولمزيد فضلها بحضور ملائكة الليل والنهار، كما قال الله تعالى (2): (إن قرآن الفجر كان مشهودا) ولما فيها من المشقة التي تناسب الامر بالمحافظة عليها، لانها مظنة التضييع بسبب البرد في الشتاء، وطيب النوم في الصيف مع فتور الاعضاء وكثرة النعاس وشدة الغفلة ومحبة الاستراحة، ومنها أنها المغرب، لتوسطها بين بياض النهار وسواد الليل، وأزيد من ركعتين وأقل من أربع، فهي متوسطة بين رباعي وثنائي، ولا تنقص في السفر مع زيادتها على الركعتين، فناسب التأكيد بالامر بالمحافظة عليها، ولان الظهر هي الاولى، إذ قد وجبت أولا فيكون المغرب هي الوسطى، ومنها انها العشاء، لانها متوسطة بين صلاتين لا يقصران: الصبح والمغرب، أو بين ليله ونهاره، ولانها اثقل صلاة على المنافقين، وقيل هي مخفية مثل ليلة القدر، وعن بعض أئمة الزيدية انها الجمعة في يومها، والظهر في غيرها وأنت خبير أن ذلك كله اعتبارات واستحسانات وتهجساتلا يجوز ان تكون مدركا لحكم شرعي، انما الواجب الرجوع في ذلك إلى مهابط الوحي وخزان العلم ومعادن السر، وقد عرفته والله اعلم.

(و) أما (نوافلها) اي الفرائض (في الحضر) ف‍ (اربع وثلاثون ركعة على الاشهر) نصا وفتوى، بل المشهور نقلا وتحصيلا، بل في فوائد الشرائع انه

(1) كنز العمال – ج 4 – ص 83 – الرقم 1702 (2) سورة الاسراء – الاية 80.