پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج6-ص115

على أن صيرورة درهم المعاملة ستة دوانيق في زمن عبد الملك على أحد النقلين لا يقضي بذهاب تمام أفراد البغلية عن الوجود في نحو زمن الصادق (ع) فضلا عن إطلاق الاسم عليها، خصوصا مع قرب الزمانين، إذ وفاة عبد الملك كما عن المسعودي وغيره من المؤرخين سنة ست وثمانين، ومولد الصادق (ع) ثلاثوثمانين، مضافا إلى ورود بعض الأدلة عن الباقر (ع)، بل حكي عن العامة روايته عن النبي صلى الله عليه وآله، بل في اللوامع كما عن البهائي إيجاب حمل كلامهم على المتعارف في زمن النبي صلى الله عليه وآله وان لم يكن كذلك في زمانهم، لأن أحكامهم متلقاة منه، وقد استفاضت الروايات المعتبرة (1) بأنها مثبتة عندهم في صحيفة باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي (ع).

وإن كان يمكن خدش هذا الأخير بأنه لا تلازم بين ذلك وبين حمل ما به البيان على متعارف زمن النبي صلى الله عليه وآله دون الامام المبين الحاكي بالمعنى، كما في كل ناقل، ومن هنا لم يتوقف أحد في سائر أبواب الفقه في حمل ألفاظ الصادقين (عليهم السلام) على عرف زمانهم وان لم يكن عرف النبي صلى الله عليه وآله كذلك، كما لا يمنع حدوث اسم لمعنى قديم حمل اللفظ على ذلك المعنى القديم.

فما في السرائر مما يوهم خلاف ذلك ليس في محله، قال فيها: البغلي نسبته إلى مدينة قديمة يقال لها بغل، قريبة من بابل، بينهما قريب من فرسخ، متصلة ببلد الجامعين، تجد فيها الحفرة والنباشون دراهم واسعة، شاهدت درهما من تلك الدراهم، وهذا الدرهم أوسع من الدينار والمضروب بمدينة السلام المعتاد، يقرب سعته من سعةأخمص الراحة، وقال بعض من عاصرته ممن له علم بأخبار الناس والأنساب: إن المدينة والدرهم منسوبة إلى ابن أبي البغل، رجل من كبار أهل الكوفة اتخذ هذا الموضع قديما

(1) أصول الكافي ج 1 ص 239 الى 242 المطبوعة بطهران عام 1374