جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج4-ص346
إليه، وقال في البحار: ” إنه قد وردت أخبار كثيرة في فضل الدفن في المشاهد المشرفة لا سيما الغري والحائر “.
قلت: والامر بالشئ ندبا أمر بمقدمته كذلك، فيستحب النقل حينئذ، وحكى في كتاب المزار منه (1) عن إرشاد القلوب للديلمي أنه قال: ” من خواص تربة الغري إسقاط عذاب القبر وترك محاسبة منكر ونكير للدفن هناك، كما وردت به الاخبار الصحيحة عن أهل البيت (عليهم السلام) ” ثم نقل رؤيا عن بعض الصلحاء تناسب ذلك، وخبر اليماني المشهور، قلت: وفى بالي اني سمعت من بعض مشايخي ناقلا له عن المقداد أنه قال: ” قد تواترت الاخبار أن الدفن في سائر مشاهد الائمة (عليهم السلام) مسقط لسؤال منكر ونكير ” هذا كله مع قطع النظر عما فيه من ملاحظة نفس الارض وما ورد فيها من الفضل والبركة (2) فان لذلك مدخلية أيضا في مسألة الدفن.
كما يشعر بذلك المرسل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) (3) (ان موسى (عليه السلام) لما حضرته الوفاة سأل ربه أن يدنيه إلى الارض المقدسة رمية حجر، وقال (ص): لو كنت ثم لاريتكم قبره عند الكثيب الاحمر ” وقول أمير المؤمنين (عليه السلام) (4) عند إرادة دفنه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) في بيته بأنه ( صلى الله عليه وآله ) قبض في أشرف البقاع، فليدفن فيها، وقوله (عليه السلام) (5) أيضا لما نظر إلى ظهر الكوفة: ” ما أحسن منظرك، وأطيب قعرك، أللهم اجعله قبري ” وإصرار أبي الحسن الرضا
هامش)
(1) البحار ج – 22 – ص 37 – من طبعة الكمبانى (2) الوسائل – الباب – 16 و 68 و 84 من كتاب المزار (3) صحيح البخاري ج – 2 – ص 98 المطبوعة بمصر سنة 1313 (4) البحار ج – 6 – ص 1044 من طبعة الحروفى (5) البحار ج – 22 – ص 37 من طبعة الكمبانى (