جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج4-ص340
والمكروهات مع عدم القول بالاحتياط العقلي بحثا ليس هذا محل ذكره، فتأمل.
ثم انه قد استثنى في جامع المقاصد من كراهة التجصيص والتجديد قبور الانبياء والائمة (عليهم السلام) كالمدارك قالا: ” لاطباق السلف والخلف على فعل ذلك بها ” بل في المدارك ولاستفاضة الروايات بالترغيب في ذلك، كما أنه فيها أيضا لا يبعد استثناء قبور العلماء والصلحاء استضعافا لخبر المنع، والتفاتا إلى تعظيم الشعائر، ولكثير من المصالح الدينية.
قلت: قد يقال: إن قبور الانبياء والائمة (عليهم السلام) لا تندرج في تلك الاطلاقات حتى تحتاج إلى استثناء، كما هو واضح، وأيضا فاللائق استثناؤها من كراهة البناء على القبور كما في الذكرى وغيرها والمقام عندها لا التجصيص والتجديد،أللهم أن يراد منهما ذلك، إذ لا إطباق من الناس عليهما، ولا استفاضة للاخبار فيهما، ولا مصالح دنيوية ولا أخروية في كل منهما، لحصول الغرض والمراد بمعرفة مكان القبر ثم اتخاذ قبة ونحوها، فيبقى معروفا لمن أراد الزيارة والتوسل والدعاء وغير ذلك، وهذا الذي قد أطبقت الناس عليه، وكان معروفا حتى في زمان الائمة (عليهم السلام) كما في قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وغيره، وهو المراد بعمارة القبر في خبر عمار البناني (1) عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ” يا أبا الحسن ان الله تعالى جعل قبرك وقبر ولدك بقاعا من بقاع الجنة وعرصة من عرصاتها، وان الله تعالى جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة من عباده تحن اليكم، ويحمل المذلة والاذى فيكم، ويعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقربا منهم إلى الله تعالى ومودة منهم لرسوله، يا علي أولئك المخصوصون بشفاعتي الواردون
(1) الوسائل – الباب – 26 – من كتاب المزار – حديث 1 لكن رواه عن أبى عامر الكنان