جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج4-ص228
كتابة القرآن بعيد، إذ ليس من فعل المعصوم ولا تقرير منه فيه، إلا أن يقال ورد في حضور الرضا (عليه السلام)، فيتضمن تقريره ولا يخفى ما فيه ” انتهى.
قلت: لكنا في غنية عن إقامة الدليل بالخصوص عليه بعد ثبوت الجواز باصالته وعدم حصول التحقير والاهانة له بذلك بعد كتابته بقصد التبرك واستدفاع الشر واستجلاب الخير مع احتمال أو ظن ترتب ذلك جميعه عليه، ولا استبعاد فيه من حيث عدم ورود نص بالخصوص به مع ما نراه من زيادة اهتمام أئمتنا عليهم السلام بذكر ماله أدنى نفع في أمثال هذا المقام، وذلك إما لاكتفائهم عليهم السلام بهذه التلويحات اعتمادا على حسن أنظار علماء شيعتهم، أو لانه لم يصل إلينا من أخبارهم إلا القليل، أو لغير ذلك.
فما عساه يظهر من الشهيد في الذكرى من التوقف في نحوه لا يخلو من نظر، وكذا المحقق الثاني في جامع المقاصد، بل قد يظهر من الثاني الميل إلى منعه، حيث قال بعد ذكر الشهادتين وأسماء الائمة (عليهم السلام): ” ولم يذكر الاصحاب استحباب كتبة شئ غير ما ذكروا، ولم ينقل شئ يعتد به يدل على الزيادة، وإعراض الاصحاب عن التعرض للزيادة يشعر بعدم تجويزه، مع أن هذا الباب لا مجال للرأي فيه، فيمكن المنع ” انتهى.
وفيه ما عرفت، بل لعل تعدي الاصحاب من مضمون خبر أبي كهمس إلى ما ذكروه مع اعترافهم بعدم ورود شئ فيه مشعر بجواز مثل ذلك من أنواع الخيرفي دفع مثل هذا الضرر وجلب مثل هذا النفع العظيم، لكن الانصاف يقضي بأنه ينبغي أن يتجنب في دفع مثل ذلك مظان وصول النجاسة ونحوها إليه، ولعل كتابته في شئ يستصحب مع الميت بحيث لا يصل شئ من قذاراته إليه أولى، ولعلي أوصي بفعل ذلك لي في قبر إن شاء الله، ومن الله أسأل التوفيق.
هذا كله مع أنه نقل في البحار وغيره عن جنة الامان للكفعمي (1) عن السجاد
(1) المستدرك – الباب – 28 – من ابواب الكفن – حديث 1