پایگاه تخصصی فقه هنر

جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج3-ص384

إلا أنه يظهر من الشيخ وغيره، كما في المصابيح وجود القائل بها منهم، وربما كان في الاخبار اشعار بذلك، على انه قد يقال: لما كانت قصة أسماء وولادتها من الامور المقررة الثابتة في أخبار القوم ورواياتهم بحيث لا سبيل لهم إلى إنكارها أمكن تأدي التقية بذلك من حيث كون الحكم بما اقتضته مخالفا لما هو المعروف بين الخاصة موافقا لما هو مروي من طرق المخالفين، بحيث لا يضعف التعلق به في مقام الاحتياج وان لم يوجد قائل به من العامة، وقد يشعر به تكرير حكايتها في الاخبار، بل ربما أجابوا عن سؤال من سألهم بنفس الحكاية من دون تصريح بالحكم، كما في صحيحة ابن مسلم، وأيضا فعدولهم عن التصريح بالجواب إلى نقل رواية أو ذكر حكاية مما يفوح منه رائحة التقية كما لا يخفي على المتتبع العارف بأساليب الكلام، إلى غير ذلك منالمرجحات الكثيرة لاخبار العادة على هذه مما يظهر لك بالتأمل فيما ذكرنا سابقا.

كما انه يظهر لك بالتأمل فيه أيضا ضعف ما ذكره العلامة من التفصيل إن لم نقل إنه خرق للاجماع المركب، مضافا إلى عدم الشاهد عليه، واقتضائه حمل أخبار الثمانية عشر على الفرد النادر من المبتدأة المتنفسة والمضطربة من دون إشعار في شئ من ذلك في السؤال والجواب، بل مع التصريح في بعضها كما سمعت بأن ذلك حد جعله الله للنفساء يجمع مراتب الحيض، وأيضا فان أسماء بنت عميس تزوجت بأبي بكر بعد موت جعفر بن أبي طالب كما قيل، وكانت قد ولدت منه عدة أولاد، ومن المستبعد أن لا يكون لها في تلك المدة كلها عادة في الحيض، ومع ذلك فقد حكم (صلى الله عليه وآله) بالقعود ثمانية عشر يوما من دون استفصال عن حالها مع شدة ظهور قيام الاحتمال، ومثل ذلك لا يقصر عن التصريح بالحكم كما لا يخفي، كل ذا مع إشعار ما تضمن