جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج1-ص186
الحياض والأواني وان كان كثيرا، مع ان عبارة المقنعة غير صريحة في ذلك بل تحتمل الحمل على ارادة ماكان دون الكر، كما لعله يظهر من الشيخ في التهذيب فانه لم يتعرض في شرحه لهذه العبارة الى كون ذلك مذهبا للمفيد، بل ظاهره عند شرح قول المفيد (والمياه إذا كانت في آنية محصورة فوقع فيها نجاسة لم يتوضأ ووجب إهراقها) انه فهم منه ان مراده مع القلة لانه قال: ” يدل على ذلك ما قد منا ذكره من ان الماء متى نقص عن الكر فانه ينجس بما يحله من النجاسات ” الى آخره لكن التأمل الصادق في عبارة المقنعة وما اشتملت عليه من التفصيل يمنع من احتمال غير ذلك فيها، بل قد
= ان الجمع بين الآيات والروايات انهم عليهم السلام لا يعلمون الغيب من تلقاء انفسهم بغير تعليمه بوحى أو الهام، وإلا فظاهر ان عمدة معاجز الأنبياء والاوصيآء من هذا القبيل.
وعلى ضوء الاحاديث المتكثرة مشى المحقق الآشتيانى في حاشيته على رسائل الشيخ الأنصاري ج 2 ص 60 فسجل اعقتاده بما ارتئيناه.
ولم يتباعد العلامة الألوسى عما قررناه من تمكن المولى سبحانه الخلفاء المعصومين من الوقوف على المغيبات، فانه قال في تفسيره (روح المعاني) ج 20 ص 11 عند قوله تعالىفي سورة النمل الآية 65 (قل لا يعلم من في السموات والارض الغيب الا الله) لعل الحق ان علم الغيب المنفى عن غيره جل وعلا هو ما كان للشخص بذاته أي بلا واسطة في ثبوته له، وما وقع للخواص ليس من هذا العلم المنفى في شئ، وانما هو من الواجب عزوجل إفاضة منه عليهم بوجه من الوجوه، فلا يقال انهم علموا الغيب بذلك المعنى فانه كفر، بل يقال انهم أظهروا واطلعوا على الغيب.
ويقول ابن حجر في الفتاوى الحديثية ص 223 إعلام الله تعالى للانبياء والأولياء ببعض الغيوب ممكن لا يستلزم محالا بوجه، وانكار وقوعه عناد، لانهم علموا باعلام الله واطلاعه لهم، وقد صرح النووي في فتاويه به فقال لا يعلم ذلك استقلالا، وانما هو باعلام الله لهم.
ويحكى عبد القادر العيدروس في النور السافر في أعيان القرن العاشر ص 85 ان النيسابوري صاحب التفسير يقول امتناع الكرامة من الأولياء إما لان الله ليس أهلا =