جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج1-ص184
في الأشبار على المعتاد، ولا يقدح هذا الاختلاف اليسير في تفاوت الأشبار المعتادة، ولعله لذلك ارتكب القول بالتقريب قائله.
وفيه انه لا يقضي بالتقريب في اصل المقدار أي الثلاثة الأشبار ونصف بحيث يتسامح بالناقص عنها بالشبر المعتاد، على ان المراد
= ومن لم يفقه المراد من علم الغيب المدعى لهذه الشخصيات نخب العوالم وسر الكائنات ولا أدرك كنههم تأخذه الحيرة في الايمان بسعة العلم لهم فيتسارع الى إنكار ما حباهم المولى سبحانه به، وإذا كان سليمان يفقه منطق الطير وكلام النملة إقدارا له من المهيمن تعالى شأنه وتمكينا له على ذلك فلا يفوت هذا العلم عمن حاز أرقي صفات الجلال والجمال وتخطى الى أعلى مستوى الفضائل.
وإنكار الصادق عليه السلام اطلاعه على هذا العلم مدعيا بانه لما هم بضرب جاريتهوهربت منه لم يعلم بها في أي بيوت الدار – لا يكون حجة للمنكرين بعد جهالة رواة الحديث كما في مرآة العقول، وحضور المجلس من لا قابلية له على تحمل غامض علمهم كداود الرقى ويحيى البزار، فيكون غرضه من النفى تثبيت عقديتهم وعدم تزلزهم، ويؤيده ان سدير الراوي لهذا الحديث دخل عليه في وقت آخر وذكر له استغراب ما سمعه منه من نفى العلم بالغيب فطمنه أبو عبد الله عليه السلام بانه يعلم ما هو أرقي منه وهو العلم بالكتاب كله، وما حواه من فنون المعارف وأسرار الكائنات.
مع انه يحتمل ان يريد من نفى العلم بمكان الجارية (الرؤية بالبصر) فقوله عليه السلام (ما علمت) أي ما رأيتها بعينى في أي بيت دخلت والتورية في كلامهم جارية لمصالح يعرفونها.
وإلا فمن يقول في صفة علمه لم يفتنى ما سبقني ولم يعزب عنى ما غاب عنى لا يخفى عليه امر الجارية.
كما ان ما ورد عنهم عليهم السلام من ان الامام عليه السلام إذا أراد ان يعلم شيئا أعلمه الله لا دلالة فيه على تحديد علمهم بوقت خاص، بل الحديث يدل على ان إعمال تلك القوة القدسية الثابتة لديهم منذ الولادة موقوف على ارادتهم المتوقفة على وجود المصلحة في إبراز الحقائق المستورة وإظهار ما عندهم من مكنون العلم، على ان هذا المضمون وردفي أحاديث ثلاثة ردها المجلسي في مرآة العقول بضعف بعض رجالها وجهالة الآخرين.
= (
)
الجواهر