جواهرالکلام فی شرح شرایع الاسلام-ج1-ص183
وثانيا بانه لا يمكن ضبط مساحة تنطبق على الوزن دائما أو بالعكس لاختلاف المياه ثقلا وخفة دائما ومن اختبر ذلك وجد ما قلنا، فتارة يزيد الوزن وأخرى بالعكس.
فقد يكون الشارع أخذ مقدارا جامعا وهو هذا التقدير، والله أعلم بحقيقة الحال.
والحوالة
= من ابنائه مجعول من الله تعالى، فبواسطة فيضه ولطفه كانوا يتمكنون من استعلام خواص الطبائع والحوادث وما كان ويكون وهو كائن.
ويشهد له ان أبا جعفر الجواد عليه السلام لما أخبر ام الفضل بنت المأمون حينما أدخلت عليه بما فاجأها مما يعترى النساء عند العادة قالت له لا يعلم الغيب الا الله تعالى،فقال عليه السلام وانا أعلمه من علم الله تعالى.
فالأئمة عليهم السلام محتاجون في جميع الآنات الى الفضل الالهي بتمكينهم من الوقوف على ما كان ويكون بحيث لو لا دوام الاتصال وتتابع الفيوضات لنفد ما عندهم كما نص عليه أبو عبد الله عليه السلام، فانه قال لو لا انا نزداد في كل ليلة جمعة لنفد ما عندنا، ومراده عليه السلام التعريف بان علمهم مجعول من الباري تعالى وانهم في حاجة الى هذه المنحة المباركة، والتخصيص بليلة الجمعة من جهة بركتها بنزول الالطاف الرحمانية فيها من اول الليل على العكس من ساير الليالي، والى هذا يرجع قول ابي الحسن الرضا عليه السلام يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم.
وهل يشك من يقرأ في سورة الجن الآية 26 (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) ان من كان من ربه تعالى قاب قوسين أو ادنى هو الرسول المرتضى حيث لم يفضله احد من الخلق مهما ترقى الى مستوى الفضائل واستقى من منبع الوحى، وفى ذلك يقول أبو جعفر عليه السلام كان والله محمد (ص) ممن ارتضاه الله تعالى.
ولم يبعد الله سبحانه الخلفاء من آل الرسول عن هذه المنزلة بعد اشتقاقهم من النور المحمدى، وحازوا جميع ما حبا الله به جدهم الأعظم من المئاثر التى لا يدانيها احد إلاالنبوة والأزواج على حد تعبير ابى عبد الله الصادق كما في المحتضر ص 20.
ولما نفى عمرو بن هداب عن الأئمة عليهم السلام علم الغيب استنادا الى ظاهر هذه الآية قال له أبو الحسن الرضا عليه السلام ان رسول الله هو المرتضى عند الله تعالى ونحن ورثة ذلك الرسول الذي اطلعه الله على الغيب فعلمنا ما كان ويكون الى يوم القيامة.