ارشاد الطالب الی التعلیق علی المکاسب (ج1)-ج1-ص218
[1] ذكر العلامة في المكاسب المحرمة مدح من لا يستحق المدح، وذكر المصنف «ره» في وجه حرمته حكم العقل بقبح المستكشف منه
حرمته شرعاً بقاعدة الملازمة.
(أقول) لم يحرز حكم العقل بالقبح على مجرد المدح، كما لا دلالة على حرمته في آية النهي عن الركون إلى الظالم، لأنّ مجرد المدح ليس
من الركون إليه، وإن كان يظهر ذلك من صاحب الوسائل «ره»، حيث أورد في باب حرمة مدح الظالم ما يكون متضمناً للآية، بل لو كان مجرد
المدح ركوناً لكان محرماً ولو كان الجائر مستحقّاً له ببعض أعماله، وأما النبوي «من عظم صاحب الدنيا وأحبه طمعاً في دنياه سخط
اللّه عليه وكان في درجته مع قارون في التابوت الأسفل من النار»(250) فضعيف سنداً وباطل مضمونا لجواز تعظيم المزبور وعدم
كونه موجباً لعقاب فضلاً عن العقاب الوارد فيه. وامّا النبوي الآخر «من مدح سلطاناً جائراً وتخفف أو تضعضع له طمعاً فيه كان
قرينة في النار»(251) فمدلوله حرمة التواضع والتخاذل للسلطان الجائر طمعأ فيه وأن كان مستحقاً للمدح ببعض اعماله وعلل حرمته
باعتبار كون التواضع له ترويجاً له وتشييداً لسلطانه.
وكيف كان فلو انطبق على مدح من لا يستحق مدحاً عنوان محرم كعنوان الكذب، كما إذا سردله اشعاراً تتضمن مدايح على خلاف الواقع
كان محرما وأخذ المال بها اكلا له بالباطل، وكذا فيما انطبق عليه عنوان ترويج الباطل ونحوه كما لا يخفى.