ارشاد الطالب الی التعلیق علی المکاسب (ج1)-ج1-ص217
(الوجه الرابع) ما ورد في بعض روايات حرمة القمار من قوله كل ما الهى عن ذكر اللّه فهو الميسر) ولكن هذا العموم بظاهره لا يمكن الأخذ
به، فان لازمه حرمة الاشتغال بالافعال التي لا يكون الانسان مع الاشتغال بها متذكراً للّه تعالى وحمله على غير ظاهره يحتاج إلى
قرينة معينة، وكذا لا دلالة فيما ورد في أنّ لهو المؤمن من الباطل، فانّه لا ظهور للباطل في الحرمة.
والمتحصل أنّه ليس في البين ما يمكن الاعتماد عليه في تحريم مطلق اللهو نعم لا كلام في حرمة اللهو باستعمال الآلات المعدة له من
ضرب الاوتار وغيرها. هذا بالاضافة إلى اللهو وأمّا اللعب فقد تقدم أنّه أيضاً باطلاقه غير محرم، بل المحرم اللعب بالآلات المعدة
للقماء أو بغير تلك الآلات. ولكن مع الرهن. ولا يبعدان يعم اللعب مثل أفعال الاطفال الناشئة عن غير القوى الشهوية، بخلاف اللهو،
فانّه يختص بالافعال التي يكون الداعي إليها تلك القوى، ولذا ذكر سبحانه في قوله «انّما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر
بينكم وتكاثر في الأموال» اللعب أولاً واللهو ثانياً والزينة والتفاخر بالأموال والأولاد ثالثاً، ونظير اللهو اللغو، بل لا يبعد
ترادفها، وأنّه لا حرمة فيه حتى يندرج في أحد العناوين المحرمة كالغناء والقمار ونحوهما كما لا يخفى.