ارشاد الطالب الی التعلیق علی المکاسب (ج1)-ج1-ص167
[1] بقي في المقام أُمور:
الأوّل: أنّ الغيبة اسم مصدر لاغتاب، أو مصدر لغاب، والمستفاد مما ذكر في المصباح أنّها «ذكر الإنسان بما يكرهه من العيب الموجود
فيه» كما أنّ المستفاد من القاموس أنّها «ذكر العيب للإنسان مع كونه فيه» وذكر المصنّف «ره» أنّ ظاهر تعريفهما ـ خصوصاً
تعريف القاموس، حيث عدّ غابه مرادفاً لعابه ـ هو كون ذكر العيب لغاية الانتقاص، أي نسبة النقص إلى المغتاب بالفتح، وقد
صرّح باعتبار هذا القصد الشهيد الثاني «ره» في كشف الريبة، حيث قال: «إنّ الغيبة ذكر الإنسان في غيابه بما يكره نسبته
إليه مما يعدّ نقصاً في العرف بقصد الانتقاص والذم» وعلى ذلك فلا يكون من الغيبة ذكر العيوب في غير مقام الانتقاص، كما إذا
ذكرها في مقام المعاملة على الجارية، أو ذكرها في المعرف للشخص.
لا يقال: يكون قصد الانتقاص بمجرّد ذكر النقائص، فيحصل قصد الانتقاص في المثالين أيضاً، فلا يكون المثالان خارجين
عن عنوان الغيبة حتّى على تعريف الشهيد «ره».
فإنّه يقال: لو كان قصد الانتقاص حاصلاً بمجرّد ذكر العيب والنقص لكان اعتبار قيد قصد الانتقاص في تعريفه لغواً،
والحاصل أنّه لا يلزم أن تكون الغاية في ذكر النقايص هو الانتقاص.
أقول: على ذلك لم يتّضح وجه استظهار قصد الانتقاص من كلام المصباح أو القاموس بعد إمكان كون الغاية في ذكر العيب والنقص
أمراً آخر غير الانتقاص.