ارشاد الطالب الی التعلیق علی المکاسب (ج1)-ج1-ص55
[2] مرسلة الشيخ «ره» هي التي ذكرها في مبسوطه بقوله: روى أصحابنا أنّه يستصبح به تحت السماء، وهذه المرسلة مؤيّدة بشهرة
الفتوى بمضمونها، وبالإجماع المذكور في كلام ابن ادريس، وإذا انجبر ضعفها بما ذكر يكون المقام من الموراد التي يرد فيها في مقابل
خطاب المطلق خطاب آخر يدور أمر ذلك الخطاب الآخر بين كونه مقيّداً للمطلق أو محمولاً على الاستحباب أي أفضل الأفراد، وفي المقام
يدور أمر المرسلة بين كونها مقيّدة للاطلاق في الروايات التي رخّص فيها في صرف الزيت المتنجس في الاستصباح وبين أن
يكون التقييد الوارد فيها محمولاً على الاستحباب، بأن يكون المستحب في الاستصباح بالدهن المتنجس الاستصباح به تحت
السماء أو يكون الأمر المستفاد من الجملة الخبرية محمولاً على الارشاد، وأنّ الاستصباح تحت السماء بلحاظ أن لا يتأثّر السقف
بالدخان المتصاعد الذي يكون نجساً على ما ذكره الشيخ الطوسي «ره» باعتبار اشتماله على أجزاء دهنية متصاعدة معه.
ثمّ انّحمل الأمر بالاستصباح تحت السماء على الارشاد وبأن لا يتأثّر السقف أولى من تقييد الاطلاقات الكثيرة الواردة في مقام
البيان، خصوصاً انّ تقييد تلك الاطلاقات واعتبار كون الاستصباح تحت السماء لا يكون إلا بالالتزام بعدم جواز تنجيس
السقف أو كونه تعبداً محضاً، والأوّل مخالف لما عليه المشهور من طهارة دخان النجس أو المتنجس، والثاني بعيد جدّاً. ولعلّه لذلك
أفتى الشيخ «ره» في مبسوطه مع نقله المرسلة بكراهة الإسراج تحت السقف.
والإنصاف أنّ الحكم في المقام لا يخلو عن إشكال لورود المطلقات في مقام البيان وعدم كون المرسلة صالحة لتقييدها، وفي مقابل ما
ذكر من الشهرة المحقّقة والإجماع المنقول على اعتبار كون الاستصباح تحت السماء يكون الرجوع إلى أصالة البراءة عن اعتبار كون
الاستصباح تحت السماء بعيداً عن الاحتياط، وجرأة على مخالفة المشهور.
وعن العلاّمة التفصيل بين صورة العلم بتصاعد أجزاء الدهن مع الدخان وعدمه واعتبر كون الاستصباح تحت السماء في الأول دون
الثاني. وهذا التفصيل مبنيّ على حرمة تنجيس السقف ولكن لم يظهر له دليل، نعم من ذكر في ردّه بأنّ الاستصباح تحت السماء
تعبّد محض لا لتنجيس السقف لأنّ الدخان المتصاعد طاهر، ظاهره قبوله حرمة التنجيس وإلا لذكر في الرد أنّ تنجيس السقف لا
بأس به، انتهى تقرير كلامه في المقام.