پایگاه تخصصی فقه هنر

احکام القرآن للجصاص-ج3-ص227

أن يتغير ويصير إلى حال الرجيع وأما إذا خرق أسفله حيث يكون الرجيع فليس بمقتل وإنما قلنا ذلك لأنا وجدنا كثيرا من الحيوان ومن بني آدم يجرح فيخرج مصيره في مجرى الرجيع فيخرج الرجيع على ذلك الجرح ويعيش مع ذلك زمانا وهو متصرف يقبل ويدبر

ولو خرق في مجرى الطعام والشراب لما عاش إلا ساعة من نهار ألا ترى أن عمر طعن فسقي اللبن فخرج من الجرح علم أنه قد أنفذت مقاتله والصواب فتيا ابن رزق بجواز أكل ثور ذبح فوجد كرشه مثقوبا ويبين ذلك إن باعه ابن عرفة ويؤيد هذا نقل عدد التواتر من كاسي البقر بإفريقية أنهم يثقبون كرش الثور لبعض الأدواء فيزول عنه ما به

وسئل ابن سحنون عن ثور رقد بما أكل من الشعير فذبح فإذا مصارينه قد تقطعت فقال يؤكل

البرزلي لعلها كانت السفلى التي تلي الكرش وأما المصارين العليا التي يجري معها الطعام فإنها مقتل

قال وسئل السيوري عن ديك أطعم العجين ليسمن فدخل في حلقه فحيف فذبح فسال الدم ولم يتحرك فأجاب إذا ذكاهوهو يستيقن حياته ما عندي غير ذلك ( وفي شق الودج قولان ) تقدم عند قوله وفري ودج وكذا هي قولان أيضا في شقغيره حسبما تقدم ( وفيها أكل ما دق عنقه أو ما علم أنه لا يعيش لم ينخعها ) انظر لم أتى بهذا وهو مقتضى ما تقدم له وقد تقدم نص ابن رشد أن المنخنقة وأخواتها وإن صارت إلى حجل اليأس إذا لم ينفذ مقتلها أن الذكاة تعمل فيها على مذهب ابن القاسم ومالك في المدونة والعتبية وإحدى روايتي أشهب فلو كان الفقه على رواية أشهب الأخرى ما احتيج لذكر المقاتل فانظر ما مراده بنقل نص المدونة ولفظها قال مالك إذا تردت الشاة من جبل أو غيره فاندق عنقها وأصابها ما يعلم أنها لا تعيش منه ما لم يكن قد نخعها فإنها تذكى وتؤكل لأن بعضها مجتمع إلى بعض ولو انقطع النخاع لم تؤكل وإن ذكيت وفيها الحياة ( وذكاة الجنين بذكاة أمه إن تم بشعر ) ابن عرفة الجنين يموت بذكاة أمه ببطنها ذكي إن تم خلقه ونبت شعره

وقال ابن القاسم صحيت بنعجه حامل فلما ذبحتها تركض ولدها في بطنها فأمرتهم أن يتركوها حتى يموت في بطنها ثم أمرتهم فشقوا جوفها فأخرج ميتا فذبحته فسال منه دم فأمرتهم أن يشووه لي

ابن رشد إن خرج يتحرك فيستحب أن يذبح فإن سبقهم بنفسه قبل أن يذبح أكل وسواء مات في بطنها بموتها أو أبطأ موته بعد موتها ما لم يخرج وفيه روح فإن أخرج وفيه روح وهو ترجى حياته أو يشك فيها فلا يؤكل إلا بذكاة وإن كان الذي فيه من الحياة رمق يعلم أنه لا يعيش فإنه يؤكل بغير ذكاة وإن كان الاستحباب عند مالك أن يذكى وأما إن بقر عليه فأخرج يتحرك فلا يؤكل إلا بذكاة

ابن عرفة ظاهر الروايات وأقوال الأشياخ المعتبر نبات شعر جسده لا شعر عينه فقط خلافا لبعضهم فإن لم يتم خلقه فلا يؤكل ابن عرفة وفي حل أكل مشيمته ثالثها إن حل أكله بذكاة أمه وتم خلقه ونبت شعره لقول ابن رشد السلاء وعاء الولد هو كلحم الناقة المذكورة وجواب الصائغ وبعض شيوخ شيوخنا وانظر أنثى الخصي سئل عنها الصائغ فقال تؤكل لولا الحياة لنتنت ونجوه للأبياني قال هي كالمعدة الغذاء يصل إليها ولم تبن من البدن وروى ابن حبيب استثقال أكل عشرة دون تحريم الأنثيان والعسيب والغدة والطحال والعروق والمرارة والكليتان والمثانة وأذنا القلب ( وإن خرج حيا ذكي إلا أن يبادر فيفوت ) انظر هذه العبارة مع ما تقدم لابن رشد إن رجيت حياته أو شك فيها لم تؤكل إلا بذكاة