احکام القرآن للجصاص-ج2-ص229
( وتعزية ) ابن شاس التعزية سنة وقد جاء في التعزية ثواب كثير جاء أن الله يلبس الذي غزاه لباس التقوى
وعزى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة في ابنها فقال إن لله ما أخذ وله ما أبقى ولكل أجل مسمى وكل إليه راجعون فاحتسبي واصبري فإنما الصبر عند الصدمة الأولى
وروي بارك الله لك في الباقي وآجرك في الفاني
وروي آجركم الله في مصيبتكم وأعقبكم منها خيرا
ابن حبيب والتعزية عند القبر واسع في الدين وأما في الأدب فيعزى الرجل في بيته ومنزله
ابن العربي ووقوف ولي الميت عند تسوية التراب على القبر فيعزى
قال النخعي إنه مكروه لكنه مستعمل
وماتت امرأة من أهل عمر بن عبد العزيز فقال إنا لا نعزي في النساء
قال مالك إذا كان فبالأم
ابن يونس وقال غيره كل واسع
قال مالك لا يعجبني للمرء أن يعزي الفسلم إذا هلك أبوه الكافر
ابن رشد ليس هذا ببين لأن التعزية بالميت تجمع ثلاثة أشياء أحدها تهوين المصيبة على المعزى وتسليته منها وتحضيضه على التزام الصبر واحتساب الأجر والرضا بقدر الله والتسليم لأمره
والثاني الدعاء بأن يعوضه الله من مصابه بنيل الثواب ويحسن له العقبى والمآب
والثالث الدعاء للميت فيعزى المسلم بأبيه الكافر للحض على الرضا بقدر الله والدعاء له إذ لا يمنع أن يؤجر المسلم بميت أبيه الكافر إذا سلم لأمر الله ورضي بقضائه وقد روي عن مالك أن للرجل أن يعزي جاره الكافر بموت أبيه الكافر لذمام الجوار
قال سحنون يقول له أخلف الله لك المصيبة فالمسلم أولى بالتعزية ويعزي الحر بالعبد ( وعدم عمقه ) ابن حبيب يستحب أن لا يعمق القبر جدا بل