احکام القرآن للجصاص-ج2-ص174
( وإلا لم تجز ) قال يحيى بن عمر الذي أجمع عليه مالك وأصحابه أن الجمعة لا تقام إلا بثلاثة المصر والجماعة والإمام الذي يخاف مخالفته فمتى عدم شيء من هؤلاء لم تكن جمعة
قال محمد بن مسلمة لا يصلها إلا سلطان أو مأمور أو رجل مجمع عليه ولا ينبغي أن يصليها إلا أحد هؤلاء وجعل أبو حنيفة السلطان شرطا في إقامتها واحتج أصحابه بأن الصحابة فتحوا البلدان ولم يضعوا المنابر إلا بالمواضع التي فيها السلطان فدل ذلك على أن الجمعة لا تجب عندهم حيث لا سلطان
قال في اللباب وعلى المشهور من قول مالك أن إقامتها لا تفتقر لسلطان فإنه إن تولاها السلطان لم يجزأن تقام دونه فإن عطلها أو نهاهم أن يصلوا فإن أمنوا منه فليقيموها وإن كان غير ذلك صلى أحد الجمعة بغير أمر الإمام لم يجزهم لأن السلطان إذا نهج منهجا في محل اجتهاد لم يخالف وتجب طاعته لأن الخروج عليه سبب الفتنة والهرج وذلك لا يحل وما لا يحل فعله لا يجزيء من الواجب انتهى
( وسن غسل متصل بالرواح ولم لم تلزمه ) ابن عرفة الغسل لها مطلوق وصفته وماؤه كالجنابة والمعروف أنه سنة لآتيها ولو لم تلزمه والمشهور شرط وصله برواحها ويسير الفصل عفو
وروى ابن حبيب أحب لآتيها من ثمانية أميال إعادة غسلها ولا يجزيء قبل الفجر
قال أبو عمر ولا أعلم أحدا أوجب غسل الجمعة فرضا إلا أهل الظاهر وهم مع ذلك يجزون صلاة الجمعة دون غسل
وذهب ابن وهب صاحب مالك أنه إن اغتسل للجمعة بعد الفجر أجزأه وهو هذا مذهب الشافعي وأحمد وأبي حنيفة والثوري والنخعي وغيرهم
وعن الأوزاعي أنه يجزيء الاغتسال للجمعة قبل الفجر
ومعنى حق على كل مسلم هو كما تقول وجب حقك أي في كلايم الأخلاق
الباجي كما يقال يجب على الإنسان أن ينظر لنفسه ولا يصحب إلا من يأمنه فيكون المعنى فيه أن الغسل واجب على الإنسان لحق نفسه من التجمل بين جيرانه وغيرهم وأخذه بحظه من الزينة المباحة ولا يضيع حقه منها
قال أبو عمر في حديث سادس لابن شهاب وذهب ابن عباس وابن عمر وعائشة أن غسل الجمعة إنما كان من التأذي بروائح الأوساخ
وقال غيرهم الطيب يجزيء عنه وقد قال صلى الله عليه وسلم من توضأ فيها ونعمت
قال اللخمي الغسل لمن لا رائحة له حسن ولمن له رائحة كالقصاب والحوات واجب
ابن أبي يحيى ولا خلاف أنه ليس بشرط في الإجزاء
قال ابن حبيب ولا يأثم تاركه
( وأعاد أن تغدى أو نام اختيارا لا لأكل خف ) من المدونة قال مالك من اغتسل الجمعة غدوة ثم غدا إلى المسجد وذلك رواحه فأحدث لم ينتقض غسله وخرج فتوضأ ورجع وإن تغدى ونام بعد غسله أعاد حتى يكون غسله متصلا بالرواح
قال ابن حبيب هذا إذا طال أمره وإن كان شيئا خفيفا لم يعده