جامع المسائل-ج1-ص580
الجواب: لمّا كان اللّباس الأسود شعاراً لعزاء سيّد الشهداء (عليه السلام) ، وأنّ في إقامة التعزية كمال الرجحان; فلذا لا تكون الصلاة مكروهة فيه(1).
التطبير
السؤال : هل يجوز التطبير؟ وما هو تكليف مَن نَذَرَ ذلك؟
الجواب: مع الالتفات إلى التوجّه الذي حدث بالنسبة للإسلام والتشيّع بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران في أكثر أرجاء العالم، وقد عُرِفت إيران باُمّ القرى في العالم الإسلامي، وتُطرح تصرّفات وسلوك الشعب الإيراني بعنوان النموذج الأمثل والمعرف للإسلام، لذا يجب أن تكون إقامة العزاء على سيّد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين (عليه السلام) بصورة تجذب إليها أكثر الناس وتشدُّهم بدرجة أوسع لهدفه المقدّس الأسمى. ومن الواضح في هذه الأحوال بأنَّ التطبير لا يخدم القضية الحسينية فحسب، بل يوجب عدم القبول لدى الآخرين ولا يقبل المخالفون بأيّ توجيه لذلك، كما تترتّب عليها الآثار الإعلامية السيّئة; فلذا يجب على الشيعة
1 ـ في وسائل الشيعة الجزء الثاني ص890 روي عن ابن الإمام السجّاد (عليه السلام) قال: (لمّا قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكنّ لا يشتكين من حرٍّ ولا برد، وكان عليّ بن الحسين (عليهما السلام) يعمل لهنّ الطعام للمأتم).
وفي مجمع البحرين: المأتم بفتح الميم والعين (مَفعَل) وهو عند العرب اجتماع النساء في الخير… وعند العامّة المصيبة… وقيل: المأتم مجتمع الرجال والنساء في الغمّ والفرح، ثمّ خصّص به اجتماع النساء للموت.
وذكر صاحب الحدائق في الجزء السابع ص118: لا يبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين (عليه السلام) من هذه الأخبار; لما استفاضت به الأخبار من الأمر بإظهار شعائر الأحزان. ثمّ قال: ويؤيّده ما رواه شيخنا المجلسي (قدس سره) : عن البرقي في كتاب المحاسن، أنّه روى عن عمر بن زين العابدين (عليه السلام) أنّه قال: «لمّا قتل جدّي الحسين المظلوم الشهيد لبس نساء بني هاشم في مأتمه ثياب السواد ولم يغيرنها في حرٍّ أو برد، وكان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يصنع لهنّ الطعام في المأتم|.
ونقل المرحوم الحاج النوري في الجزء الثالث من مستدرك الوسائل طبعة مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) ص328 ثمّ قال: وفي هذه الأخبار والقصص إشارة أو دلالة على عدم كراهة لبس السواد; أو رجحانه، حزناً على أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) ، كما عليه سيرة كثير في أيّام حزنه ومأتمه.