انوار الفقاهة-ج17-ص47
ثامنهـا: جميع ما ذكرناه انما يجري في حال الاختيار واما في حال الاضطرار وعدم امكان التطهير فالصلاة صحيحة في النجس للإجماع والخبر عن الثوب يصيبه البول والجنابة وليس عنده غيره قال يصلي فيه إذا اضطر اليه ولا يتفاوت الحال بين كونه عالماً أو جأهلاً أو ناسياً كما إذا صلى مع الجهل والنسيان فتبين أنّه غير ممكن من التطهير أو الابدال أو الصلاة عارياً بناء على تقديم الصلاة على الصلاة في النجس ومبني المسألة على أنّ من لم يجد إلاّ الثوب النجس وامكن نزعه فهل يقدم الصلاة بالنجس للاهتمام تحصيل الشرائط والاجزاء مهما امكن وللاخبار المستفيضة الدالة على أنّه يصلي في الثوب ولا يصلي عرياناً أو يقدم الصلاة عرياناً للاخبار الدالة على لزوم الصلاة عارياً وطرح النجس المنجبرة بفتوى المشهور والإجماع المنقول أو يتخير بين الصلاة عارياً والصلاة في الثوب النجس جمعاً بين الصحاح الدالة على الصلاة في الثوب والاخبار المنجبرة الدالة على الصلاة عارياً وهو الاقوى في النظر لو حصل التكافؤ إلاّ أنّ حصوله في معارضته المشهور لا يخلو عن القصور.
تاسعهـا: كثير مما ذكرنا انما يجري في حال السعة واما حال الضيق عن الاستيناف بحيث لم يبق من الوقت مقدار ركعة وحال الضيق عن ازالة النجس أو تبديل الثوب فالظاهر صحة صلاة العالم بالنجاسة في الاثناء إذا لم يسبق له علم قبل دخوله في الصلاة سواء علم بسبقها أو لحوقها أو لم يعلم للادلة القطعية الدالة على وجوب الصلاة في اوقاتها المعينة واشتراطها بازالة النجاسة على هذا الوجه غير معلوم بل الاستقراء القطعي الحأصل من تتبع العفو من الشارع عن كثير من الشرايط والاجزاء لتحصيل الصلاة في وقتها يدل على صحة الصلاة عند الضيق وما دل على وجوب الازالة وإلاّ فالاستيناف لا ينصرف لهذا الفرد الخفي بل هو ظاهر في السعة ولا يبعد أن يحمل عليه قوله (() في الرجل يصلي فابصر في ثوبه دماً قال يتم وكذا قوله (() إن رأيت في ثوبك دماً وأنت تصلي ولم تكن رأيته قبل ذلك فأتم صلواتك نعم لا تصح صلاة الناسي إذا قلنا بلزوم الإعادة عليه وقتاً وخارجاً كما يدل عليه تمام الخبر المتقدم وقوله (() فيه وإنْ رأيته قبل أن تصلي فلم تغسله ثم رأيته بعد وانت في صلواتك فانصرف واغسله واعد صلواتك فإنّه باطلاقه شامل لذلك وإنْ قلنا بلزوم الاعادة عليه في الوقت فقط دون خارجه قوي أيضاً القول بصحة صلواته في الضيق بحيث لا يمكنه ادراك ركعة من الوقت عند الاستيناف لصيرورة تذكره بمنزلة التذكر بعد خروج الوقت.