انوار الفقاهة-ج13-ص4
سابعهــا: كلما غلب على العقل عرفاً من جنون أو إغماء أو سكر أو مرض أو غيرها للاجماعات المنقولة والشهرة المحصّلة ولدلالة التنبّئية الحاصلة من أخبار ناقضيت النوم المؤمية إلى كون العلة في نقضه هي ذهاب العقل فيطرد في غيره لتنقيح المناط أو للأولوية والأخبار المعللة لنا قضية النوم باحتمال عروض الحدث فإنها في هذه أشد وأولى وقد يناقش في هذين بأن فهم العلية في الأخبار الأولية إذا لم يكن من مفهوم الموافقة أو منصوص العلّة أو تنقيح المناط القطعي لم يكن حجة وغاية ما دلت عليه الأخبار هو دوران ناقضيته النوم مع ذهاب العقل وجوداً وعدماً والدوران لا يثبت علة عندنا وأما في الأخبار الأخيرة فهي ممنوعة في الأصل فلا تثبت حكماً في المقيس عليه وقد يستدل على المطلب لصحيحة (بن خلاد) الموجبة للوضوء على مريض أغفى وهو جالس ولكنها مع احتمال إرادة النوم في الإخفاء بل ظهور إرادته لقولهِ فيها بعد ذلك إذا خفي عنه الصوت فقد وجب عليه الوضوء وخفاء الصوت غالباً يكون للنائم أو المغمى عليه دون المجنون والسكران يشكل التمسك بها لإثبات عموم ناقضيته ما أزال العقل مطلقاً كما انه في رواية الدعائم قد نص على الإغماء فقط فلا تصلح لإثبات الكلية المدعاة إلى أن يضمّ إلى ذلك عدم القول بالفصل ويجري السّند بفتوى الأصحاب.
ثامنهـــا: الإستحاضة القليلة ناقضة للوضوء وموجبة له فقط دون الغسل لفتوى الكثير من الأصحاب وأخبار الباب وكل ناقض للأكبر يكون ناقض للأصغر على الأظهر الأشهر ولدلالة فتاوى الأخبار عليه ولا ينقض الوضوء خروج ماء الحقنة من دون مصاحبة الغائط لفتوى الأصحاب وللأصل وأخبار الباب ولا ينقضه المذي أيضاً للأصل ولحصر النواقض في الأخبار المعتبرة وليس منها ولفتوى المشهور وللإجماع المنقول وللأخبار الخاصة المتكثرة النافية لوجوب الوضوء له والمشبهة له بالنخامة وبما يخرج من الأنف وهي معتبرة موافقة لأصول المذهب مخالفة لفتوى العامة فلا يعارضها ما دل على نقضه مطلقاً أو ما كان بشهوة لعدم المقاومة وفي شرط لجمع المقاومة فلتحمل الأخبار على التقية أو على الندب ولا ينقضهُ التقبيل بشهوة ولا مس فرج الغير ولا مس باطن فرجه للأصل والأخبار والإجماع وللمخالف أخبار ضعيفة موافقة للعامة والأصول والقواعد لا تصلح للمعارضة فيجب طرحها أو حملها على الندب وليس عندنا ناقض سوى ما ذكرناه للإجماع بقسميه والأخبار وما جاء في بعض الأخبار في إثبات نواقض لا نقول بها محمولة على التقية أو مطرحة ويحمل بعضها على الندب.
بحث في أحكام التخلي
وفيه مطالب: