انوار الفقاهة-ج12-ص30
خامسهـــــا: لا نزح لغير المقدر على القول بالطهارة واستحباب النزح وكذا على القول بوجوبه لعدم الدليل وعلى القول بالنجاسة فهل يجب نزح الكل لاستصحاب النجاسة ويقين التطهّر به دون غيره وهو الأقوى لأن التقدير حاصل واقعا غير معين عندنا فيجب من باب الاحتياط نزح المقطوع بتطهيره وهو الكل أو الأربعين لرواية ضعيفة سندا ودلالة أو الثلاثين لرواية كذلك أو قدر ما يزيل به التغير لو كان لكفاية ذلك في الصحيح مع حصول التغير بالفعل فمع عدمه أولى واحتمل عدم وجوب النزح مطلقاً واحتمل وجوب الأقل مما يزول به التغير التقديري وفي الأربعين أو الأقل منه أو من الثلاثين واحتمل وجوب الأكثر مما يزول به التغير والأربعين أو الأكثر منه ومن الثلاثين.
سادسهــــــا: لو تكثرت النجاسة الواقعة في البئر وكان فيها المقدر نزح الجميع أو غير المقدر وجب نزح الجميع إن وقع غير المقدر أو لا أو ما قدر له الجميع كذلك وإن وقع بعدما وقع ماله مقدر احتمل وجوب نزح الجميع لوقوع ما لا قدر له واحتمل الأكتفاء بنزح المقدر للواقع أولا تنجس البئر به ولا معنى للنجاسة بعد النجاسة ولو وقع فيها نجاسات مقدرة دخل الأقل في الأكثر والمتعدد في المتحد سواء كان جنس واحد يصدق على كثيرة وقليلة كالدم أو لا يصدق كالكلب أو كانا جنسين مختلفين على الأظهر لأن المراد مجرد حصول النزح وقد حصل واحتمل وجوب تعدد النزح بتعدد أسبابه وهو أحوط واحتمل الفرق بين النجاسات المتعددة المتماثلة وبين المختلفة فيحكم بتداخل المتماثلة دون المختلفة ويحتمل الفرق بين تعدد الوقوع واتحاد الواقع فيكفي التداخل وبين تعدد الواقع وإن اتحد الوقوع فيجب أخذ كل لسببهِ ويحتمل الفرق بين الداخل تحت مصداق آخر كالكثير وشبهه فيلحقه حكمه وبين غيره فلا يتداخل.
سابعهــــــا: لا حاجة في النزح إلى نيّة ولا إلى قصد فلو أخرج الدّلو المجنون أو الحيوان أجزأ ولا يشترط حلية النزح ولا آلة النزح من دلو وغيره كل ذلك لظاهر الأخبار وكلام الأخيار.
ثامنهـــــا: لا يكتفي في النزح المقدر إلا بعد إخراج النجاسة فلا يحتسب ما خرج والنجاسة في البئر وأما الدلو الأول المخرج للنجاسة فلا يبعد احتسابه لكن الأحوط عدمه ولو صاحب جميع الدلاء أو أكثرها عين النجاسة المنزوح لها من دم أو خمر حتى انتهى احتمل احتساب تلك من النزح المفيد تطهيراً لإطلاق الأخبار ولكونه كالغسل المزيل للعين فإنه كاف في التطهير واحتمال عدمه وأن النزح للتطهير عن الواقع فلا يمكن إلا بعد زواله والأول أقوى.