انوار الفقاهة-ج8-ص41
بحث:قال الشيخ (() وجماعة إن الكعبة قبلة لأهل المسجد والمسجد قبلة لمن في حلي الحرم والحرم قبلة لأهل الدنيا وظاهرهم جواز الانحراف عن الكعبة إلى المسجد لمن شاهدها وعن المسجد إلى الحرم لمن شاهده وهو مخالف للشهرة المحصلة والاحتياط لفراغ الذمة بالتوجه إليها قطعاً بخلاف غيرها والأخبار الدالة على أن الكعبة قبلة وخصوص المروي في الاحتجاج وفيه (ثم أمرنا بعبادته بالتوجه نحوها في سائر البلدان) ومسنده أخبار ضعيفة لا تقاوم ما قدمنا مع إمكان حملها على بيان إرادة الجهة لمن لم يتمكن من العين بمعنى أنه من خرج عن المسجد لا يجوز له أن ينحرف عنه إذا لم ير الكعبة لاستلزامه الانحراف عنها أيضاً بل يصلي على سمتها لتحصيل جهة الكعبة ويظهر من جماعة منهم الشيخ (() في بعض كتبه إن المسجد قبلة لمن لم يتمكن من المسجد فيمكن إرجاع هذا القول للمختار بإرادة أن غير المتمكن يستقبل المسجد المحتمل دخول الكعبة فيه فيما استقبله وكذلك يستقبل الحرم المحتمل دخول المسجد الداخل فيه الكعبة إلا أنه يخالف المختار من ظهور إيجاب استقبال نفس المسجد لمن كان في الحرم ونفس الحرم لمن كان خارجاً عنه فيلزم منه بطلان بعض صلاة البلد المتسعة بعلامة واحدة للقطع بخروج أكثرهم عن عين الكعبة وعدم إمكان العلم باستقبال عين الحرم للبعيد غالباً سيما البلدان المتواصلة التي تجمعها علامة واحدة فلا بد من إرجاع ما ذكروه إلى جهة الحرم وجهة الكعبة ولا شك بتقديم الثانية كما ذكرنا.