پایگاه تخصصی فقه هنر

انوار الفقاهة-ج7-ص3

ثالثها:الايمان بمعناه الخاص وهو الاقرار بالاثنى عشر ( ويدل عليه أن الشهادة خبر واحد مقبول على نحو خاص فكل ما يشترط فيه يشترط فيها ولا شك في اشتراط العدالة في قبوله واي فسق اعظم من فسق العقيدة مضافا إلى ما جاء في اشتراطها في الشهادة خصوصا مضافا إلى الاجماعات المحكية بل هي محصلة مضافا إلى ما ورد في ممن ترضون من الاوصاف الفاقد لها غير المؤمن على انه ممن يرضى مضافا إلى عدم انصراف من رجالكم اليه بناء على أن الخطاب للمشافهة وليس إلا المؤمنين يومئذ مضافا إلى عدم شمول ما دل على قبول شهادة المسلمين لغير المؤمن لانصراف المسلم اليه لانه المتبادر في لسان الائمة ( اولان غيره كافر كما ذهب اليه جمع من الاصحاب لاطلاق لفظ الكافر عليهم وكذا لفظ الناصب ولما دل من الاخبار على أن من غير الاثنى عشري كالكلاب الممطورة وما دل على لعن المخالفين والدعا عليهم وانهم مجوس هذه الآمة وانهم اشر من اليهود والنصارى وانهم كفار فان لم يدخلوا في الكافر لفظا فهم داخلون حكما لمكان العصبية ومن اظهر احكام المشبه به عدم قبول الشهادة وما جاء في الكتاب من الحكم بفسقهم وكفرهم حيث قال ومن لم يحكم بما نزل الله فاولئك هم الفاسقون وقال الكافرون وظلمهم ولاتركنوا للذين ظلموا والاستشهاد به كون اليه وكذا قبولهما وما جاء عن علي ( انه لا يقبل شهادة فحاش ولا ذمي فخرية في الدين وما ورد أن من لم يعرف امام زمانه مات مية جاهلية وفيه الجاهلية كفر ونفاق وضلال وما ورد في من اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله قال يعني من اتخذ دينه وراءه بغير امام من ائمة الهدى إلى غير ذلك وعن الشهيد الثاني في المسالك المناقشة في الاستدلال على عدم قبول شهادة المخالف بالفسق والظالم المانعين عن القبول وذلك يمنع حصول الفسق من عدولهم في دينهم وحصول الظلم منهم لأن الفسق والظلم انما يتصف بهما من قدم على المعصية عالما بها واتبع هواه معانداً للحق عارفا به ومعرضا عنه او متصدرا أن هناك حقا وباطلا فترك الحق ولم يظهر ما عنده عنادا وميلا للدنيا او لغير ذلك واما من سكت نفسه لمعتقده واجتهاداً او تقليدا لغيره او من نظر فلم يصل إلى الحق فهو معذور وليس بفاسق ولا ظالم ويقتل شهادته هذا حاصل كلامه مع تحرير بزيادة ونقصان وفيه أولا انا لو سلمنا وقوع ذاك فلا نسلم قبول شهادة النصف بالخلاف للأدلة الدالة على ذلك كما لا يقتل شهادة لولد على الوالد وثانيا لو سلمنا معذوريتهم في عدم العقاب لكن لا نسلم عدم تسميتهم فسقه وظلمه وكفره كالكفار المعذورون فيجري عليهم احكام النجاسة وعدم قبول الشهادة وان قلنا لا يعذبون . وثالثا لا نسلم أن غير العالم بالمعصية لا يسمى فاسقا ولا ظالما إذا كان فسقه بالعقائد المخرجة في الاسلام والايمان وان عذرناه في الاخرة نعم ذلك يسلم في الجهل في الفروع ففاعل الكبيرة جهلا لا يسمى فاسقا ولا ظالما بل يبقي عدالته و كذلك المخطئ في القطيعات في الفروع كالأخباري لا نحكم عليه بفسق دون ما تعلق بالاصول وتشهد بذلك ظواهر الكتاب والسنة او ربما تمنع وقوع مثل ذلك بل نوعي كل أن كل من تفطن في أصول الدين للحق والباطل وطلب الحق وصل اليه لقوله تعالى والذين جاهدو فينالنهدينهم سبلنا وألا كان مقصرا وفسق وحقت عليه اللعنة وعلى ذلك جرت السيرة بلعن العلماء من اهل الخلاف مع العلم بفضلهم وبحثهم في أصول الدين وتصنيفهم وتأليفهم والائمة ( يلعنونهم ويتبرؤن منهم ولا يتفاوت في ذلك بين المجتهد والمقلد بل ربما ندعي أن كل واحد لا بد وان يتفطن ولا بد أن يوصله الله تعالى إلى الحق إذا لم يقصر لقوله تعالى انا هديناه السبيل وهديناه النجدين فألهمها فجورها وتقواها وحينئذ الكفار بعد واعز دار الإسلام او قربوا لابد ان تصل إليهم دعوة الإسلام ولا بد انه إذا وصلت إليهم وطلبوها أن يعرفوها ألا من قل عقله وضعفت بصيرته كالمستضعف فان آمره إلى ربه حينئذ وفي هذا الأخير بحث قيل ويمكن قبوله على مثله إذا اعتقد المشهور عليه صدقه وعدالته فيكون من باب الإقرار بالحق.