انوار الفقاهة-ج3-ص28
أولها:وهي ثلاثة تمتع وقران وأفراد والكلام في حج التمتع وهو أفضلها نصاً وإجماعاً حتى أن في بعض الأخبار تعينه وهي محمولة على المبالغة في الفضيلة أو على من استطاع ففرض عليه الحج من النائب وهو ما ترتبط عمرته بحجة ناوياً بها التمتع مقدمة عليه وتجزي عن العمرة المفروضة وتسمى بالعمرة المتمتع بها إلى الحج وما سواها العمرة المفردة لأفرادها وأصل التمتع التلذذ ويسمى هذا النوع به لما يتحلل بين عمرته وحجه من التحليل الموجب لجواز الانتفاع والتلذذ عما كان يوجبه الإحرام من المنع والصيد ولارتباط عمرته بحجه حتى كأنهما كالشيء الواحد كان إذا حصل بينهما تلك فكأنه حصل في الحج والكلام فيه يقع في أمور أحدها حج التمتع فرض من لم يكن حاضراً في مكة أجماعاً ونصاً كتاباً وسنة أنما الكلام في حد البعيد الذي فرضه ذلك هل هو من بعد عن مكة بأثني عشر ميلاً فصاعداً من كل جانب كما ذهب أليه جمع من أصحابنا وقضى به الاحتياط ودلت عليه الآية لأن المقابل للحاضر المذكور فيها هو المسافر وحد السفر إِثنا عشر ميلاً ولما في بعض الأخبار من التحديد بثمانية وأربعين ميلاً بحملها على الجواز بين الأربع أو من بعد عنها بثمانية عشر ميلاً كما دل عليه الصحيح أو من بعد عنها بثمانية وأربعين ميلاً من أي جانب كان كما ذهب أليه جمع من القدماء وربما كان هو المشهور بين المتأخرين المعتبرة المستفيضة ففي الصحيح من كان من أهله دون ثمان وأربعين ميلاً ذات عرق وعسفان كما يدور حول مكة فهو ممن دخل في هذه الآية وكل من كان أهله وراء ذلك فعليهم المتعة وفي خبر أخر ثمانية وأربعين ميلاً من جميع نواحي مكة دون عسفان ودون ذات عرق وفي الصحيح ليس لأهل مكة ولا لأهل مرو ولا لأهل شرف متعة ونحوه غيره وذكروا أن هذه المواضع أكثر من أثني عشر ميلاً وفي الصحيح في حاضري المسجد الحرام قال دون الأوقات إلى مكة ونحوه غيره وذكروا أن أقرب المواقيت ذات عرق وهي مرحلتان عن مكة وأن أقرب المنازل ويلملم والعقيق على مسافة واحدة بينهما وبين مكة ليلتان قاصدتان وما يظهر من الخبر الأول أن عسفان وذات عرق دون الثمانية والأربعين وكذا في خبر آخر محمول على التقية وعلى أنهما مثال لحد الثمانية والأربعين لا لدونها في الخبر الأول وهذا الأخير من الأقوال هو الأقوى والأشهر رواية وفتوى والوسط شاذ لم نَرَ من عمل بروايته على أنه قد تضمن نفي المشقة عمن كان على ثمانية عشر ميلاً وهو لا يدل على ثبوتها على من كان فوقه والأول ليس عليه دليل سوى إطلاق الآية المخصوص بما ذكرناه وتنزيل أخبار الثمانية والأربعين على الأثني عشر من كل جانب بعيد كل البعد لاشتمالها على ذكر المنازل الزائدة على مسافة الأثنى عشر قطعاً.