انوار الفقاهة-ج2-ص80
ومنها: أن المصراة يردها المشتري ولو تصرف فيها بحلبها وبأخذ لبنها وأكله أو تغييره كما يظهر من دليلها فيكون هذا التصرف مستثنى من قاعدة إسقاط التصرف للرد في خيار العيب وفي خيار التدليس إن قلنا بسقوطه بالتصرف وقلنا أنها من خيار التدليس ولو تصرف فيها بغير الحلب من ركوب أو بيع سقط الرد على القاعدة عالماً كان أو جاهلاً إلا إذا قلنا أن خيار التدليس لا يسقطه التصرف مع الجهل فإنه على ذلك يصح الرد وإن تصرف بالشاة أو أتلفها ولكنه يرد القيمة لعدم إمكان رد العين.
ومنها: أنه يرد معها اللبن الموجود حالة العقد بعينه أن كان موجوداً لأنه جزء من المبيع فإذا رد الشاة رده لئلا يتبعض الصفقة ويرد مثله مع تلفه ومع تعذر مثله يرد قيمة المثل عند الإعواز في وجه قوي أو عند الدفع في وجه آخر هذا أن تأخر الإعواز عن الفسخ ولو تقدم عليه فالأظهر قيمة يوم الدفع وتراعى قيمة مكان الدفع فإن لم يكن فيه قيمة لوحظ قيمة مكان الدافع في وجه أو مكان المدفوع إليه في وجه آخر أو أدناهما في وجه ثالث للأصل أو أعلاهما في وجه رابع للاحتياط واللازم أخذ القيمة من النقدين لأنها اللازم في الغرامات ومع تعذرهما أخذ الأقرب نفعاً من العروض فالأقرب ولو زال وصف اللبن باستحالة فهو كالتالف ولو تغير وكانت عينة موجودة فإن كان مزجاً كان المازج شريكاً وإن لم يكن مزجاً فإن زادت قيمته بالتغيير رده ولا شيء له وإن نقصت ضمن النقص بالمثل أو القيمة قيل وإن زادت قيمته بعمل فإن كانت باجرة أخذها من البائع وإن لم يكن كما إذا عمل بنفسه فوجهان وأما اللبن المتجدد بعد العقد فالأظهر عدم وجوب رده لحدوثه في ملك المشتري فلا يضمنه عيناً ولا قيمة وقيل بلزوم رده للنص واحتمال أن الفسخ من اصله وهو ضعيف لمنع النص ومنع كون الفسخ من اصله بل من حينه وذهب الشيخ إلى لزوم إرجاع صاع من بر مع الشاة في أحد قولية وفي قولة الآخر صاعاً من تمر وخير بينهما في الغنية مدعياً عليه الإجماع جمعاً بلين النبويين الدالين على ثبوت الخيار في الشاة المصراة إلى ثلاثة أيام وإنه رده ورد معها صاعاً من تمر كما في أحدهما أو به كما في آخر والكل ضعيف المستند ومخالف لفتوى المشهور ومناف لمقتضى القواعد من ثبوت غرامة على المشتري من غير سبب شرعي أن رد الصاع مع اللبن ومن لزوم قبول مال على البائع عوض ماله من غير تراض ونقل عن الشيخ وجوب رد ثلاثة أمداد وظاهره مع شرب اللبن واحتمل بعضهم أن مستند الشيخ رواية الحلبي الآتية إن شاء الله وهو ضعيف في ضعف