پایگاه تخصصی فقه هنر

احکام المتاجر المحرمة-ج1-ص154

وكيف كان فقد اختلف أصحابنا (رحمهم الله) في أنه تخييل أو تحقيق، فذهب الأكثر كما في السرائر(3)، والمسالك(4)، ومذهب كثير كما عن الروضة(5)، وعن ظاهر صاحب الخرائج والجرائح(6)، أنه إجماعي بين المسلمين أنه لا حقيقة له، وإنما هو تخييل بجميع أفراده، وفي شرح القواعد لجدي (() (والأقرب عنده ــ أي عند الماتن ــ وعند الأكثر منا ومن المخالفين، وبعض نقل إجماع المسلمين أنه لا حقيقة له، وإنما هو بجميع أفراده تخييل لا تأثير فيه)(7)، وقد نسب ذلك للرازي(8)، والبيضاوي(9)، والواحدي والطبرسي(10)، والشيخ(11)، (رحمهم الله) وفخر الإسلام
وظاهر كلام ابن الأثير(1)، وابن فارس والجوهري(2)، والفيومي(3)، وذهب بعض أصحابنا (رحمهم الله) إلى أن له تأثيرا بجميع أفراده، واختاره بعض المتأخرين من أصحابنا (رحمهم الله)، وفصّل آخرون فذهبوا إلى أن له تأثيراً في إحضار الجانّ فقط، وهو المنسوب للشهيد(4) (()، وفصّل آخرون فذهبوا إلى أن له تأثيراً في التفريق بين المرء وزوجه، وذهب آخرون منهم الكركرالي أن له تأثيراً من جهة الوهم لا من جهة الحقيقة، وفصّل آخرون فذهبوا إلى أن له تأثيرا في دعوة الكواكب حتى أن المنقول عن فخر الإسلام أن النزاع في غير دعوة الكواكب، فإن الكواكب لا تأثير لها قطعا، وهل النزاع في المفعول المعدود سحراً؟ مثل عمل الحيات وإظهار الطيران ونحو ذلك أو في ترتب شيء في بدن الإنسان وعقله والتفريق بين المرء وزوجه أو فيهما معاً، فعن ظاهر الإيضاح أن النزاع في الثاني حيث جعل مأخذ القولين قوله تعالى: [فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ](5)، وجعل مطمح نظر القولين ذلك(6).

قال بعض المتأخرين (وقد يظهر ذلك من تعرضهم لذلك في باب الجنايات، وليس في شيء من ذلك دلالة على التخصيص)، انتهى.

ابراهيم التي قال لها [بَرْدًا وَسَلاَمًا](7)، فمحى تسبيبها الإحراق وجعلها مسببة للبرد لولا أن يقول سلاماً لهلك أبراهيم من شدة بردها.

وهذا ونحوه المراد من قوله تعالى: [يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ](8)، وكقوله تعالى: [يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى](1)، ويظهر من بعضها أنها تحقيق، منها قوله تعالى: [فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ]، وقوله تعالى: [وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ](2)، فإن الوصف بالعظمة يشعر بكونه تحقيقاً، وقوله في بعض الأخبار (حُلّ ولا تعقد)(3)، وهو ظاهر في التحقيق، وخبر الزنديق الذي سأل أبا عبد الله (() ظاهر في التخييل قال: (فيه أفيقدر أن يجعل الإنسان بسحره في صورة الكلب والحمار وغير ذلك، قال: هو أعجز من ذلك وأضعف من أن يغير خلق الله تعالى، إن من أبطل ما ركبه الله تعالى وصوره فهو شريك الله في خلقه، تعالى عن ذلك علوا كبيراً)(4).