احکام المتاجر المحرمة-ج1-ص152
نعم عن الشهيد في المسالك أنه (كلام يتكلم به أو يكتبه أو رقية أو أقسام أو عزائم، يحدث بسببها ضرر في بدن المسحور أو قلبه وعقله من دون مباشرة)(3)، ويدخل قوله (أو أقسام أو عزائم) في قوله (أو يعمل شيئاً) فيكون تعريف العلامة في القواعد أعم لشمول قوله (أو يعمل شيئاً) للنفث والدخنة وغيرها.
هذا إن فسرنا التأثير في كلام العلامة بالضرر، وإن فسرناه بالأعم من الضرر كان أعم من تفسير الشهيد من هذا الوجه أيضاً.
وعن الشهيد في الدروس أنه فسره بالكلام والكتابة والرقية والدخنة بعقاقير الكواكب وتصفية النفس والتصوير والعُقد والنفث والأقسام والعزائم بما لا يفهم معناه ويضر بالغير فعله(4)، وهو أعم من تفسير الشهيد بالمسالك باعتبار اشتماله على الدخنة بعقاقير الكواكب وتصفية النفس والتصوير والعُقد والنفث، وتفسير العلامة في القواعد أعم منه باعتبار اشتماله على قوله (أو يعمل شيئاً) وهو يعم المذكورات وغيرها إن جعلنا التأثير بمعنى الضرر، وإلا كان أعم من وجه آخر أيضاً.
وعن الشهيد في الدروس أن (من السحر الاستخدام للملائكة والجن والاستنزال للشياطين في كشف الغائب وعلاج المصاب ومنه الاستحضار بتلبس الروح ببدن منفعل كالصبي والمرأة وكشف الغائب عن لسانه.
ومنه النيرنجيات وهي إظهار غرائب خواص الامتزاجات وأسرار النيّرين، ويلحق به الطلّسمات، وهي تمزيج القوى العالية الفاعلية بالقوى السافلة المنفعلة ليحدث عنها فعل الغرائب)(1)، ولا يخفى عليك أنه قد اعتبر الإضرار بالمسحور، والظاهر أن المسحور في استخدام الملائكة واستنزال الشياطين هو الملائكة والشياطين، والإضرار بهم يحصل بتسخيرهم وتعجيزهم من المخالفة، وإلجائهم إلى الخدمة، ولكن يشكل عليه الحال في الحاق النيرنجيات وأسرار النيّرين والطلّسمات به؛ لأنه لا مسحور فضلا عن الإضرار به.