احکام المتاجر المحرمة-ج1-ص129
ومن السنة الأخبار المستفيضة، منها ما روي عن النبي ((): (إن الغيبة أشد من الزنا، وإن الرجل يزني فيتوب ويتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يُغفر له حتى يغفر له صاحبه)(5)، ومنها ما روي عنه ((): (إنه خطب يوما فذكر الربا وعظّم شأنه فقال: إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم من ست وثلاثين زنية، وإنّ أربى الربا عرض الرجل المسلم)(6)، ومنها ما روي عنه ((): (من اغتاب مسلما أو مسلمة لم يقبل الله صلاته ولا صيامه أربعين صباحا إلا أن يَغفر له صاحبه)(1)، ومنها ما روي عنه ((): (من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه انقطعت العصمة بينهما، وكان المغتاب خالدا في النار وبئس المصير)(2)، ومنها ما روي عنه ((): (كذب من زعم أنه ولد (من) حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة، فاجتنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار)(3)، ومنها ما روي عنه ((): (من مشى في عيب أخيه وكشف عورته كانت أول خطوة خطاها وضعها في جهنم)(4)، (إن المغتاب إذا
تاب فهو آخر من يدخل الجنة، وإن لم يتب فهو أول من يدخل النار)(5)، (إن
الغيبة حرام على كل مسلم)(6)، (وإن الغيبة لتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)(7)، ومنها ما روي عنه ((): (يؤتى بأَحَد يوم القيامة فيوقف بين يدي الرب ويدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته فيه، فيقول: إلهي ليس هذا كتابي، لا أرى فيه حسناتي، فيقال: إن ربك لا يضل ولا ينسى، ذهب عملك باغتياب الناس، ثم يؤتى بآخر، ويدفع إليه كتابه فيرى فيه طاعات كثيرة، فيقول: إلهي ما هذا كتابي؛ فإني ما عملت هذه الطاعات، فيقال له: إن فلانا اغتابك، فتُدفع حسناته إليك)(8)، ومنها ما روي عن الصادق (() عن النبي ((): (أدنى الكفر أن يسمع الرجل من أخيه كلمة فيحفظها عليه، يريد أن يفضحه بها، أولئك لا خلاق لهم)(9)، ومنها ما روي عن أبي عبد الله (() عن آبائه (() عن علي (() أنه: (من قال في مؤمن ما رأته عيناه أو سمعته أذناه مما يشينه ويهدم مروّته فهو من الذين قال الله تعالى: [الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ])(1)، ومنها ما روي عنه ((): (إن المغتاب يوم القيامة يأكل لحمه)، ومنها ما روي عنه ((): (لما رجم الرجل بالزنا، قال الرجل لصاحبه: هذا قعص كما يقعص الكلب(2)، فمر النبي (() معهما بجيفة فقال: إنهشا منها، فقالا: يا رسول الله (() ننهش جيفة ؟ فقال ما أصبتما من أخيكما أنتن من هذه)(3).
إلى غير ذلك من الأخبار التي هي متواترة معنى المجبورة بما مر من الإجماع والكتاب والعقل، وظاهر الأدلة المذكورة كون الغيبة من الكبائر إن لم تكن من أكبرها، كما هو المحكي عن جماعة.
كيف وبعضها من الكذب الذي هو من الكبائر، بل يمكن إرجاعها إلى الخيانة التي عدّها غير واحد من الأخبار من الكبائر، وأي خيانة أعظم من التفكّه بلحم الأخ على غفلة منه وعدم شعور، فما حكاه بعض من عاصرناه عن بعض من عاصره سماعا من الوسوسة في عدِّها من الكبائر مما لا وجه له(4)، خصوصا بعد أن دلت بعض الأخبار على خلود المغتاب في النار.
كلام في مستثنيات الغيبة
ثالثها: في المستثنيات، وهي أمور :