پایگاه تخصصی فقه هنر

الفقه علی المذاهب الاربعة-ج5-ص2163

– 5 – ما يقع باستخدام الشياطين بضرب من التقرب إليهم، والإتصال بهم، وساخدامهم، وتسخيرهم في قضاء المصالح، أو إقاع الضرر والأذى بالخلق، أو الإتيان بأخبارهم الماضية عن طريق اتصاله بالقرين. وهذا أشد انواع السحر وأخطره: قال تعالى: ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر

وكلما كان الساحر أكفر وأخبث، وأشد معاداة لله ولرسوله صلى اللّه عليه وسلم، ولعباده المؤمنين كان سحره أقوى ،انفذ، وهذا الصنف من الناس هم أتباع الجن وعباده قال اللّه تعالى بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم به مؤمنون

وقال تعالى: ولبئس المولى ولبئس العشير

فالشياطين لا تسخر له ولا تقضي حوائجه إلا إذا أطاعها فيما تطلبه منه، وهي خبيثة كافرة لا تطلب من المؤمن إلا الكفر والضلال.

قالوا: وللسحر تأثير في المسحور فيغير مزاجه ويصيبه بأمراض عصبية، وتخيلات ختلفة، قود يؤثر في قوته فيضعفه، وقد يصل به إلى القتلن وبالسحر يستطعيون أن يفرقوا بين المرء وزوجه، ويفسدوا العلاقة الزوجية، ويحولوا حياتهما إلى جحيم، وقد تصل إلى الطلاق والفرقة، ويوقعوا بين المحبين العداوة والبغضاء والقطيعة، قال تعالى: فيتعملون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه

.

ويندفع شر السحر بالتعوذ اللّه تعالى والتحصن به، واللجوء إليه، وبتقوى اللّه تعالى وأداء حقوقه ومراقتبه، فمن اتقى اللّه تعالى تولى اللّه حفظه، ولم يكله إلى غيره. قال تعالى: وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً

.

وقال الرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لسيدنا عبد اللّه بن عباس: (احفظ اللّه يحفظك، احفظ اللّه تجده تجاهك). ويندفع شر السحر أيضاً، بقوة الإيمان، وصدق اليقين، وثبات العيزيمة، والتوكلعلى اللّه حق التوكل، وإن السحر مهما كانت صفته فلا يضره إلا باذن اللّه عز وجل قال تعالى: وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله

القادر على كل شي ء الذي إذا شاء اثر سحرهم ابتلاء منه سبحانه وتعالى أو عقاباً للمسحور على عصيانه، وإذا شاء تعالى أبطل سحرهم، وحفظ المسحور من شرهم وعصمه من كيدهم.

فلا يعبأ المؤمن القوي بالسحر، ولايخافه ولا يهتم له، ولا يشغل فكره، ولا ينعال ذلك إلا باوثوق التام بالله تعالى والاطمئنان العظيم غليه، وإن كل شيء بيده تبارك وتعالى أن يمسك اللّه بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله

فلا يشغل قلبه بالساحر وما صنع وإنما يشغل قلبه بالله وطاعته وحسن عباته، وافكثار من ذكره عز وجل، فيفوز بحفظه ونصرته. إن تنصروا اللّه نيصركم ويثبت أقدامكم