پایگاه تخصصی فقه هنر

الفقه علی المذاهب الاربعة-ج5-ص2152

وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “رضا اللّه في رضا الوالد، وسخط اللّه في سخط الوالد” وقال صلوات اللّه وسلامه عليه: “الجنة تحت أقدام الأمهات” بل إن اللّه تعالى حرم دخول الجنة على عاق والديه، أو أحدهما، ثم مات قبل التوبة. أو مات والده وهما عليه غير راضيين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر، ولا مؤمن بسحر” بل إن النبي صلى اللّه عليه وسلم دعا على العاق لوالديه بالبعد عن رحمة اللّه.

فقد روي عن كعب بن عجرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “احضروا المنبر، فحضرنا، فلما ارتقى درجة قال: آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال: آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال: آمين فلما نزل قلنا: يا رسول اللّه لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه؟ قال: إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين، فلما رقيت الثانية قال: بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين، فلما رقيت الثالثة قال: بعد من أدرك أبويه الكبر عنده، أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت: آمين” رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد.

روي عن أنس رضي اللّه عنه قال: “ذكر عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الكبائر، فقال: الشرك بالله، وعقوق الوالدين”.

– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –

4 الكبيرة التاسعة عشرة الغلول في الحرب

-لقد عد العلماء من الكبائر إخفاء بعض غنائم، ويقال له غلول. فمن كان في ميدان القتال، وغنم من الأعداء شيئاً، أخفاه عمن معه، فقد ارتكب كبيرة من الكبائر(1).

وقد عد بعضهم السرقة من الكبائر، والواقع أن السرقة من شر الجرائم، ولكن الشارع لم ينص على أنها كبيرة، وإن ذكر أنها أسوأ من هذه الكبائر في الدنيا والآخرة. فقد نفى الإيمان عن السارق فقال: (لا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن) وفي بعض الروايات (فإن سرق فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه). وقد جعل الشارع لها عقوبة شديدة، تتناسب مع فظاعتها، كما بيناه فيما سلف، على أن الغرض إنما هو عد الكبائر التي نص في الأحاديث على أنها كبائر، فليس الغرض حصر الجرائم الدينية في هذه الأشياء(2).

– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –

(1) (الغلول هو إخفاء بعض غنائم الحرب، وهو من الذنوب الكبائر، روي أن المسلمين فقدوا قطيفة حمراء يوم بدر فقال بعض الناس: لعل رسول الله أخذها. فأنزل الله تبارك وتعالى: ما كان لنبي أن يغل، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة