الفقه علی المذاهب الاربعة-ج5-ص2147
قال ابن القيم رحمه اللّه: ذكر عليه الصلاة والسلام من كل أعلاه، فأعظم الشرك أن يجعل للّه نداً، وأعظم أنواع القتل أن يقتل ولده خشية أن يشاركه في طعامه وشرابه، وأعظم أنواع الزنا أن تزني بحليلة جارك، فإن مفسدة الزنا تتضاعف بتضاعف ما انتهكه من الحق. فالزنا بالمرأة التي لها زوج أعظم إثماً وعقوبة من التي لا زوج لها، إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه، وإلحاق نسب به لم يكن منه، وغير ذلك. فإن كان جاراً له انضاف إلى ذلك سوء الجوار، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: “لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه”، وأي بائقة أعظم من الزنا بامرأته، فإن كان الجار أخاه أو قريباً من أقاربه، انضم إلى ذلك قيطعة الرحم فيتضاعف الإثم، فإن كان الجار غائباً في طاعة اللّع كالصلاة، وطلب العلم والجهاد، تضاعف الإثم، فإن كانت المرأة رحماً منه، انضاف إلى ذلك قيطعة رحمها، فإن كان الزاني محصناً كان الإثم أعظم، فإن كان شيخاً كان أعظم إثماً، فإن اقترن بذلك أن يكون في شهر حرام، أو بلد حرام، أو وقت معظم عند اللّه كأوقات الصلاة وأوقات الإجابة تضاعف الإثم والعياذ باللّه، روي عن المقداد بن الأسود رضي اللّه عنه قال: “قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه ما ترون في الزنا؟ قالوا: حرام حرمه اللّه ورسوله فهو حرام إلى يوم القيامة، قال: فقال رسول اللّه لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره”.
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
4 الكبيرة الحادية عشرة شرب الخمر
-وشرب الخمر كبيرة من الكبائر التي لها أسوأ الأثر في حياة الإنسان الصحية، والخلقية وكان بعض كبار الصحابة رضوان الله عليهم يرى أنها أكبر الكبائر، فقد روي “أن أبا بكر وعمر سألا عبد الله بن عمرو عن أعظم الكبائر فقال: “شرب الخمر” رواه الكبراني بإنسان صحيح وقال الله صلى الللّه عليه وسلم. “اجتنبوا الخمر، فإنها مفتاح كل شر”.(1)
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –