پایگاه تخصصی فقه هنر

الفقه علی المذاهب الاربعة-ج5-ص1971

(1) (لقد جعل اللّه عقوبة قتل النفس من أفظع العقوبات، وجعل القضاء بها من أعظم المظالم فيما يرجع إلى العباد، وجعل الحساب عليها أول القضاء يوم القيامة. فعن أبي مسعود رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء)، رواه البخاري ومسلم، أي في الأمر المتعلق بالدماء.

وقتل النفس من الموبقات المهلكات، ومن أكبر الكبائر، فقد روى أبو هريرة اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: “اجتنبوا السبع الموبقات: قيل يا رسول اللّه: وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسمحر، وقتل النفس التي حرم اللّه إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات” رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

واعتبر الشارع أن للمسلم لا يزال في سعة منشرح الصدر، فإذا أراق دم امرىء مسلم صار منحصراً ضيقاً لما أوعد اللّه عليه مالم يوعد على غيره من دينه، فيضيق عليه دينه بسبب الوعيد لقاتل النفس عمداً بغير حق.

عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه، ما لم يصب دماً حراماً)، وقال ابن عمر رضي اللّه عنهما: إن من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدم الحرام بغير حله) رواه البخاري رحمه اللّه.

وقد ثبت في الشرع النهي عن قتل البهيمة بغير حق، والعيد في ذلك، فكيف بقتل الآدمي، فكيف بالمسلم، فكيف بقتل المرء الصالح، عن البراء بن عازب رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على اللّه من قتل مؤمن بغير حق) رواه ابن ماجه.

وعن عبد اللّه بن عمرو رضي اللّه عنهما قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: (ما أطيبك وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند اللّه أعظم من حرمتك: ماله، ودمه) رواه ابن ماجة واللفظ له.

وعن أبي سعيد وابي هريرة رضي اللّه عنهما عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم اللّه في النار). رواه الترمذي

بل جعل الشارع الذنب على من أعان على قتل مؤمن بمال، أو سلاح، أو ساعده ولو بكلمة، أو بنصف كلمة.

روي عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة، لقي اللّه مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله) رواه ابن ماجة.