الفقه علی المذاهب الاربعة-ج5-ص1867
إن الإسلام قد حارب الزنا من أول وهلة فدعا الناس إلى العفاف والتمسك بالطهر والفضيلة وقال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم: (عفوا تعف نساؤكم) ورغب في التزوج بالنساء المصونات الصالحات العفيفات الحافظات لفروجهن فقال تعالى: فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله
وقال تعالى: ومن لم يستطع منكم طولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات
وقال صلى اللّه عليه وسلم: (خير النساء الودود الولود التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أمرتها أطاعتك وإذا غبت عنه حفظتك في مالك وعرضها).
ولما ظهرت حادثة الإفك واتهم الناس السيدة عائشة رضي الله عنها وهي الطاهرة البريئة أنزل الله تبارك وتعالى براءتها في الفران الكريم ودافع عنها بخمسة عشرة آية في سورة النور حتى يطهر ساحتها ويظهر للعالم براءتها من هذه الفاحشة المنكرة، ودافع الله عز وجل عن السيدة مريم أم سيدنا عيسى من تهمة الزنا في عدة آيات من كتاب الله تعالى: ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها
وقال تعالى: والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا
وقال تعالى: يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين
ودافع الله تعالى عن التهمة التي قالها بنو إسرائيل على سيدنا موسى فقال تعالى: فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيهاً
حتى تظل ساحتها طاهرة وشرفه محفوظاً أمام قومه.
(يتبع…)
(تابع… 1): -لأن الشريعة الإسلامية حريصة على محو الرذائل الخلقية، والضرب على… …
وقد نهى النبّي صلى اللّه عليه وسلم عن السكوت عن المنكر إذا علم به المرء في زوجته أو أهل بيته أو شك في سلوكهن فإن السكوت على المنكر من أفظع الأمور التي تضيع كرامة المرء في الدنيا وتوجب العقاب الشديد في الآخرة. قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم: (لا يدخل الجنة ديوث) والديوث هو الذي انعدمت شهامته وغيرته على عرضه فأصبح لا يبالي بمن يدخل على أهل بيته ومن يخرج ولا يهمه سلوك نسائه وبناته بك يسكت على المهانة ويرضى بالدون ويقر الخطيئة في أهله فهذا من أبغض الناس عند الله يوم القيامة ولن تنفعه عبادة، ولا طاعة ولا قربة يتقرب بها إلى الله ما دام فيه هذا الداء الخطير.