الفقه علی المذاهب الاربعة-ج1-ص34
الماء عنه، فلو تغير بسبب إضافة ماء إليه، لا بقاء له إلا به، أو تغير
بسبب محله الذي نبع منه، فإن ذلك التغير لا يضر، ثانيها: أن يكون
التغير مستيقناً، فإذا شك في تغيره فإنه لا يضر، ثالثها: أن يكون التغير
بسبب تراب، ولو طرح فيه قصداً، ومثل التراب الملح المنعقد من الماء.
فإذا تغير الماء بشيء طرح فيه غير ما ذكر، فإنه يسلب طهوريته،
ويكون طاهراً فقط، كما إذا سقط فيه زعفران، أو تمر، أو نحو ذلك،
فتغير تغيراً فاحشاً، ومثل ذلك ما إذا سقط في الماء ورق شجر، فغيره،
وكذا إذا تغير بشيء يتحلل، كما إذا وضع فيه كتان، أو – عرقسوس – أو نحوهما، فتغير بسبب ذلك، فإنه لا يكون طهوراً، بشرط أن يتغير تغيراً كثيراً يقيناً، كما ذكر أولاً، وكذا إذا تغير تغيراً كثيراً يقيناً، بقطران، فإنه يصير طاهراً فقط، بشرطين: أحدهما: أن يكون القطران خال من الدهنية؛ ثانيهما: أن لا يكون الغرض من استعمال القطران إصلاح قربة الماء، وإلا فلا يضر، ومثل ذلك ما إذا تغير بملح مأخوذ من غير الماء كالملح الجبلي. فإنه يكون طاهراً فقط، بشرط أن لا يكون الملح مقراً للماء؛ أو ممراً للماء، وإلا فلا يضر.
الحنابلة قالوا: يسلب طهورية الماء أشياء:
أحدها: أن يخالطه شيء طاهر لا يعسر الاحتراز منه، بشرطين: أحدهما
أن يغير أحد أوصاف الماء تغيراً كثيراً، أما التغير القليل فإنه لا يضر،
ثانيهما: أن يكون ذلك الشيء الطاهر المخالط في غير محل التطهير،
مثلاً إذا كان على يد المتوضئ زعفران، وأخذ الماء، فتغير به الماء فإن
ذلك التغير لا يضر في الموضع الذي به الزعفران، ولا فرق في ذلك
المخالط بين أن يطبخ في الماء كالترمس، والحمص، أو لا، أما إذا كان
المخالط يعسر الإحتراز عنه كالطحلب، وورق الشجر، فإنه لا يخرج
الماء عن كونه طهوراً. إلا إذا طرحه آدمي عاقل في الماء قصداً.
ثانيها: أن يخالطه ماء مستعمل، بشرط أن يكون مستعملاً في رفع حدث،
أو إزالة خبث وأن يكون مستعملاً في محل طهر به، فلو جرى على يد
شخص لم تطهر به فإنه لا يكون مستعملاً، وأن ينفصل غير متغير، وأن
يكون الماء الذي خالطه دون القلتين.
ثالثها: أن يخالطه ماء مائع، لم يخالف الماء الطهور في أوصافه، بشرط
أن تغلب أجزاءه على الطهور، مثل – المستخرجات العطرية التي ذهبت
رائحتها، كماء الورد، والريحان، والنعناع، فهذه الأمور الثلاثة تسلب
طهورية الماء إذا خالطته بالشرائط المذكورة.
النوع الثاني من أنواع الماء الطاهر غير الطهور: الماء القليل (المالكية