پایگاه تخصصی فقه هنر

الفقه علی المذاهب الاربعة-ج1-ص11

الشافعية قالوا: قيدوا نجاسة السائل من القروح “غير الصديد والدم” بما إذا

تغبر لونه أو ريحه وإلا فهو طاهر، كالعرق)، ومنها فضلة الأدمي من

بول وعارة، وإن لم تتغير عن حالة الطعام، ولو كان الأدمي صغيراً لم

يتناول الطعام “ومنها فضلة ما لا يؤكل لحمه مما له دم يسيل، كالحمار.

والبغل (الحنفية قالوا: فضلات غير مأكول اللحم فيها تفصيل، فإن كانت

مما يطير في الهواء كالغراب، فنجاستها مخففة، وإلا فمغلظة، غير أنه

يعفى عما يكثر منها في الطرق من روث البغال والحمير دفعا للحرج)،

أمَّا فضلة ما يؤكل لحمه ففيها خلاف المذاهب

(الشافعية قالوا: بنجاسة

مأكول اللحم أيضاً بلا تفصيل.

الحنفية قالوا: إن فضلات مأكول اللحم نجسة نجاسة مخففة، إلا أنهم

فصَّلوا في الطير، فقالوا: إن كان مما يذرق “ذرق الطائر خرؤه” في

الهواء، كالحمام والعصفور، ففضلته طاهرة وإلا فنجسته نجاسة مخففة

كالدجاج والبط الأهلي والأوز “عند الصاحبين” ومغلظة “عند الإمام”.

المالكية قالوا بطهارة فضلة ما يحل أكل لحمه، كالبقر والغنم إذا لم يعتد

التغذي بالنجاسة، أما إذا اعتاد ذلك يقيناً أو ظناً ففضلته نجسة، وإذا شك

في اعتياده ذلك، فإن كان شأنه التغذي بها كالدجاج، ففضلته نجسة، وإن

لم يكن شأنه ذلك، كالحمام، ففضلته طاهرة.

الحنابلة قالوا بطهارة فضلات ما يؤكل لحمه، ولو أكل النجاسة ما لم نكن

أككثر طعامه وإلا ففضلته نجسة، وكذا لحمه، فإن منع من أكلها ثلاثة أيام

لا يتناول فيها إلا غذاء طاهراً ففضلته بعد الثلاثة طاهرة، وكذا لحمه).

ومنها منُّي الآدمي وغيره (الشافعية قالوا: بطهارة منّي الآدمي حياً وميتاً،

إن خرج بعد استكمال السن تسع سنين، ولو خرج على صورة الدم إذا

كان خروجه على هذه الحالة من طريقه المعتاد، وإلا فنجس، ودليل

طهارته ما رواه البيهقي من أنه صلى اللّه عليه وسلم سئل عن المني

يصيب الثوب فقال ما معناه: “إنما هو كالبصاق أو كالمخاط”، وقيس عليه

منّي خرج من حيّ غير آدمي، لأنه أصل للحيوان الطاهر، إلا أنهم

استثنوا من ذلك مني الكلب والخنزير وما تولد منهما. فقالوا بنجاسته تبعاً

لأصله.

الحنابلة قالوا: إن منّي الآدمي طاهر إن خرج من طريقه المعتاد، دفقاً

بلذة بعد استكمال السن تسع سنين للأنثى؛ وعشر سنين للذكر؛ ولو خرج

على صورة الدم، واستدلوا على طهارته بقول عائشة رضي اللّه عنها:

“وكنت أفرك المنّي من ثوب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم يذهب

فيصلي فيه” أما منّي غير الآدمي فإن كان من حيوان مأكول اللحم

فطاهر، وإلا فنجس)؛ وهو ماء يخرج عند اللذة بجماع ونحوه، وهو من

الرجل عند اعتدال مزاجه أبيض غليظ، ومن المرأة أصفر رقيق، قالوا: