پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص641

تحريم الخمر والمسكر وعدم معقولية المنة على خلقه ولا يجمع بين المنة والعتاب في مثل هذه الآية، فلابد من تأويل بحيث يخرج عن ذلك وهو يحصل بأحد الوجوه المذكورة وغيره فتأمل.

وقيل ” من ” في ” مما ” للتبعيض لان اللبن الذي يسقى بعض ما في البطن، و في ” من بين فرث ودم ” ابتدائية لان ما بين الفرث والدم مكان السقي فيبدأ منه وقد احتج بعض من رأى أن المني طاهر على من جعله نجسا بجريه في مسلك البول بهذه الآية وأنه ليس بمستنكر أن يسلك مسلك البول وهو طاهر كما خرج اللبن من بين فرث ودم طاهرا، كأنه يريد ببعض من احتج الشافعي والمحتج عليه الذي جعله نجسا بجريه في مسلك البول أبا حنيفة والاحتجاج صحيح، والسر في ذلك أن الجري في المسلك ليس بمنجس من حيث إنه من البواطن، ولا حكم لها من حيث النجاسة، وإلا لم يصح صلاة أحد وهو ظاهر، وصرح به الاصحاب ويدل عليه العقل والنقل، وليس نجاسة المني عندهم لذلك، بل بالاجماع والنصوص عن الائمة عليهم السلام.

وأوحى ربك إلى النحل

ألهمها وقذف في قلوبها ” أن اتخذي ” بأن اتخذي لان حذف حرف الجر قياس، أو يكون مفسرة لان الايحاء متضمن لمعنى القول كأنه: قائلا أن اتخذي، والتأنيث باعتبار المعنى أي الجماعة الكثيرة وإلا فلفظه مذكر ” من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ” من للتبعيض لانها لا تبنى في كل ما ذكر بل في بعض الجبال، وبعض الاشجار، وبعض ما سقف به مثل الطين وقد يكتفي به من الكرم وسعف النخل، وغير ذلك، وفي ذكر البيوت إشارة إلى أن ما بنته مثل البيوت التي بناها الانسان العاقل الكامل، بل من تأمل بيوتهم وما فيها يجد من حسن الصنعة وصحة القسمة مالا يقدر عليه حذاق المهندسين إلا بآلات وأنظار دقيقة، ويحكم بأن فاعل هذا لابد له من العلم، وأنه ليس الفاعل إلا الله أو بالهامه وهو ظاهر.

ثم كلي من كل الثمرات

التي تشتهيها مرها وحلوها ” فاسلكي ” ما