پایگاه تخصصی فقه هنر

زبدة البیان فی احکام القرآن-ج1-ص570

قال في مجمع البيان: وردت الرواية من طرق العامة والخاصة أن المراد بصالح المؤمنين أمير المؤمنين علي عليه السلام وهو قول مجاهد، وفي كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر عليه السلام قال لقد عرف رسول الله صلى الله عليه واله عليا أصحابه مرتين أما مرة فحيث قال من كنت مولاه فعلي مولاه، وأما الثانية فحيث نزلت هذه الآية ” فان الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ” أخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيد على عليه السلام وقال: أيها الناس هذا صالح المؤمنين، وقالت أسما بنت عميس سمعت النبي صلى الله عليه واله يقول ” وصالح المؤمنين ” علي بن أبي طالب.

ولا شك في أنه أصلح المؤمنين، ومن أراد معرفة ذلك فعليه بكتب السير والاخبار من العامة والخاصة بشرط ترك العناد ونظر المعرفة وترك ما انفردت به طائفة من نقل ما يدل على ما يقول به فأنا والله ضامن لحصول العلم بذلك، وبأنه الامام بعد الرسول صلى الله عليه واله والاحق كما اعترف به ابن أبي الحديد في شرح الخطبة الشقشقية بعد تصحيح كونه عن أمير المؤمنين عليه السلام من غير شك من أنها تدل على أنه كان أولى، ووقع ترك الاولى من الصحابة التي أخذوا ذلك منه، وترك الاولى جايز، وإنما شكا فيها عليه السلام من ترك الاولى لا من المحرم الذي فعله الصحابة وأنت تعلم ما في هذا الكلام بعد الاعتراف بكونها منه، والعلم بتلك الشكاية المذكورة فيها، فان مثل ذلك لا يصدر عن مثله في ترك الاولى الذي وقع من كبار الصحابة وإسناد بعض الامور إليهم مثل قوله عليه السلام يخضمون مال الله خضم الابل نبتة الربيع، وفعل الاول كذا، والثاني كذا، ثم قام ثالث القوم كذا بطريق الكناية والتصريح، وذلك ظاهر مع أنه ليس محل ذكر مثله إلا أن النفس ممتلئ من المتقدمين يترشح من غير اختيار.

ثم أعظم مما ذكر من المعاتبة وعدم رضى الله تعالى من بعض نسائه وما يفعلن ما يفهم من قوله تعالى ” عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ” على تغليب المخاطب وهما عائشة وحفصة أو تعميم الخطاب، ويحتمل التخصيص بهما فقط، حيث قال في الكشاف والقاضي: إن الكلام كان معهما وهما مخطئة وإطلاق